14 نوفمبر 2025

تسجيل

المتحوّلون

27 مارس 2017

ما يُثير الدهشة تلك التقلبات من المواقع الأيديولوجية والفكرية من الضد إلى الضد!؟ وهذا ما دأب عليه بعض المفكرين والسياسيين والمهنيين العرب، خصوصًا مع ازدياد نهم كسب المال بأي طريقة، والتقرب إلى المؤثرين في الحياة السياسية.ولقد عرف العالم العربي ضروبًا من الأيديولوجيين الذين كانوا في أقصى اليسار (الماركسي) أو (الماوي)، وفي يوم وليلة نجدهم في صفوف الراديكاليين والجماعات المتشددة التي تروّج شعارات تخالف شعارات اليسار ومبادئ الاشتراكية!؟ولقد ابتُليت دول المنطقة بالعديد من هؤلاء "المتحولين"، الذين كانوا ضد التوافق المجتمعي بين شعوب دول الخليج وحكامهم!؟ وكانوا ينعتون هذه الشعوب بالرجعية والتخلف، وينعتون الأنظمة بأنها تابعة للاستعمار، وتدور في فلك الهيمنة الغربية التي تتعارض مع شعارات هؤلاء في "الوحدة والرسالة الخالدة"!؟ومما يؤسف له أن يجد هؤلاء "مرتعًا" رحبًا في بعض دول الخليج، يبثون فيه سمومهم، وأفكارهم التي لربما "حوّروها" أو تبرأوا منها، نتيجة إغراء (الدولار)، وما يمكن أن يتحقق لهؤلاء "المتحولين" من مكانة أو حظوة يستفيدون منها ويُفيدون أُسرهم وأصدقاءهم، قبل تتغيّر الظروف.نعم، نحن في هذه المنطقة نعاني من هؤلاء "المتحولين"، الذين وجدوا في دول المنطقة "مرتعًا" وأتوا على هيئة خبراء أو أكاديميين، يعرضون "بضاعتهم" الجديدة، كما يفعل "الحواة" ويربطون المشروع بالآخر، في نهم لاستنزاف الأموال وسلب المقدرات دون وجه حق!؟الموجة الجديدة التي جاءت إلى المنطقة على هيئة استثمارات في التعليم والإعلام ليست جديدة، إلا أن تكاليفها باهظة، وتُرهق ميزانيات الدول، كما أنها لا تخدم المجتمعات الخليجية، قدر ما تخدم وتوفر فرص التعليم والعمل للوافدين، الذي لا انتماء لهم للدول الخليجية، وقد لا يبقون في المنطقة إن وجدوا فرصَ عمل في دول الفرص مثل الولايات المتحدة!؟المتحولون عن أفكارهم، مبادئهم، إيديولوجياتهم، الكارهون لأنظمة الخليج وأهل الخليج، نجدهم اليوم يتسلمون المناصب القيادية في بعض المؤسسات التي كانوا يعتبرونها متخلفة وغير "تحررية"! ويُبشرون بأفكار لم يكونوا يؤمنون بها، ويرفعون راياتٍ ضربوها بالمنجنيق والقار الأسود فيما سبق. لقد خدعونا ردحًا من الزمن بشعارات القومية، وحركات التحرر، وتقرير المصير، وشوّهوا أفكار بعض شبابنا، ودقّوا إسفينًا بين الشعوب وحكامه، واليوم يظهرون بشكل "كاريكاتيري" جديد، متحللين من كل تلك الأفكار النزقة، ومتبرئين من الانفلات السياسي والكفاح الوطني، ليُعلنوا الولاء للأنظمة التي كانوا يتهمونها بالتخلف، والشعوب التي كانوا يحتقرونها - في مقالاتهم وقصائدهم – بالاستكانة والخنوع.المتحولون موضة جديدة من موضات التكسب السياسي، وهذا نبت شيطاني لا يجوز أن ينبت في الأرض الخليجية!؟صدّقوني، كثير من الأفكار التي نقولها تبدو غريبة اليوم، ولكن مع الزمن تتضح صدقيّتها.ما حكَّ جلدّك إلا ظفرك!!