03 نوفمبر 2025

تسجيل

رسالة تنموية وطنية إلى وزارة التنمية الإدارية

27 مارس 2014

قبل بضعة أيام صرح مصدر مسؤول بالمجلس الأعلى للتعليم عن تسليم ملفات عشرات الكوادر التربوية المحالين من المجلس إلى وزارة التنمية الإدارية باعتبارها الجهة المخولة عن تسوية أوضاعهم، بعدما كانوا عالقين بين مجلس التعليم وأمانة مجلس الوزراء وهؤلاء الموظفون القطريون نخبة ذات خبرات ميدانية عريضة ومؤهلات علمية في كافة التخصصات، وقد مروا عبر سنين الإحالة ( العجاف ) على البند والأمانة العامة بتطورات مثيرة للعجب وليس الإعجاب؛ فمنهم من أخضع لدورات مكثفة عرفت بالمسارات بزعم تأهيلهم لمستجدات التعليم الراهنة حتى قيل إنها تؤهلهم للماجستير والدكتوراه ثم فوجئوا بعدها بإيقاف درجاتهم وإحالة أغلبهم إلى ما يعرف بالبند المركزي ( اختراع محلي ) ، ومنهم من سحبت صلاحياته تدريجيا حتى ألقي به خارج إطاره الوظيفي دون طلب منه أو تنصل من مسؤولياته، وتم وصفه بعمالة فائضة ... يا سبحان الله ! موظف قطري منتج ينعت بالعمالة الفائضة !! تبع ذلك اصطناع حالة من الضبابية القانونية حين حاول بعضهم الانتقال إلى أماكن أخرى فلم يسمح لهم إضافة إلى حرمانهم أحقيات وظيفية دون أسباب مقنعة !! ثم توالت أحداث الإقصاء القسري بالخصم من الراتب الذي نسب إلى ديوان المحاسبة بعد ضجة مفتعلة، ثم هم الآن ينيخون ركابهم على أبواب وزارة التنمية الإدارية والتي يتولى قيادتها وزير شاب وطموح ذو تأهيل عال وخبرة بناءة، تدفعنا إلى أن نستحضر معه أوضاعا وظيفية تعرض لها موظفون قطريون أثبتوا جدارتهم وخدموا بلادهم بكل تفان ومثابرة وأسهموا بأمانة في تحقيق إنجازات وطنية شاهدة في أهم وأخطر قطاع ترتكز عليه رؤيتنا الوطنية الشاملة وطموحات قيادتنا الحكيمة، فكيف يكون الجحود جزاؤهم والنكران مآلهم ؟! ، وأي فاقد وطني هذا الذي نعانيه من تعطيل كوادر بشرية منتجة من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء ؟ وأملنا بعد الله في وزارة التنمية ووزيرها الهمام خاصة أنها وزارة حديثة تتطلع لإثبات أدوارها الوطنية الكبرى من خلال رسالتها القائمة على استثمار مواردنا البشرية والعمل على دعمها وتطويرها كما أنها فرصة ثمينة تلوح أمام الوزارة الوليدة بعرض ملف كوادر التعليم المحالين على مكتب سعادة الوزير بعد إقرار هيكلة الوزارات وسعي كل وزارة لإثبات نجاحها في تطبيق خطتها الوطنية بطريقة عملية ملموسة. ونحن نعلم أن تقطير الوظائف يمثل أولوية في كل القطاعات ويجسد مطلبا وطنيا ينسجم مع مهام وزارة التنمية الإدارية ويجعلها مسؤولة عن الاستفادة من تلك الكوادر باستقطابهم مجددا في قطاع التعليم بما يضمن حقوقهم المادية والمعنوية أو بقبول نقلهم من مجلس التعليم وإعادة استيعابهم في وزارات ومؤسسات الدولة، بالنظر إلى خبراتهم وتخصصاتهم حيث إنهم جامعيون ذوو خبرة في شتى الميادين منها ما يخدم الإعلام كاللغة العربية والصحافة ومنها ما يخدم التراث والثقافة كالتاريخ وعلم الاجتماع وما يخدم البيئة كالجغرافيا والعلوم وما يصلح في ميدان الدعوة والقضاء كعلوم الشريعة، فلماذا نضطر إلى جلب الخبرات الوافدة ونحن لدينا مواطنون قطريون قادرون على القيام بهذه المهمة بكل جدارة واستحقاق. أليست هذه من أولويات وزارة التنمية الإدارية في عهدها الميمون ؟! آخذين في الحسبان أن جل هؤلاء ما يزالون دون سن التقاعد وأمامهم عشر سنين وأكثر لاستكمال مسيرة العطاء والبناء الوطني الفعال، فلماذا نحكم عليهم بالجمود وتجرع مرارة الصدود بمجرد جرة قلم أو توقيع مدير للموارد حديث التعيين ؟! وهذا يتعارض صراحة مع سياسة الدولة في تقطير التوظيف وإحلال العنصر المواطن مكان العناصر الوافدة فالإنسان القطري يمثل حجر الزاوية في عملية التنمية المستدامة. وفي ضوء الخطط التنموية الطموحة لدولتنا الحبيبة فإن استثمار خبراتنا الوطنية المؤهلة وتشجيعهم على مواصلة مسيرة البناء والعطاء لتجسيد طموحاتنا الكبرى واقعيا يجب أن يشغل حيزا كبيرا من خطط وزارات ومؤسسات الدولة وهي تستقبل مرحلة مهمة من مراحل استكمال الإنجازات وتحقيق الرؤى الوطنية المدروسة، أما أن يستمر مسلسل تعطيل كوادرنا الوطنية المنتجة أو يجبرون على الاستقالة التقاعدية أو تجاهل مطالبهم حتى يصلوا سن التقاعد فهذا ظلم وإجحاف بحقهم وحق الوطن والمواطن. وها نحن نعرض هذه القضية الوطنية على طاولة سعادة وزير التنمية الإدارية ونترقب انفراجة قريبة تلبي ما أشرنا إليه من اقتراحات بشأن كوادر التعليم القطريين المحالين ونذكر مجددا بأن أهل البلد أولى به، وعيال ديرتنا يكملون مسيرتنا.استبيان وبياننشر موقع الأعلى للتعليم استبيانا يطلب إبداء الرأي حول أوضاع التعليم وهذا توجه محمود لكنه تأخر كثيرا؛ لأن أوضاع التعليم المعتلة تتحدث عن نفسها وقد أبدينا رأينا حولها بحكم المسؤولية وعلاقتنا المباشرة بهذا القطاع الحيوي، فلم نلق استجابة جادة من قيادات المجلس والمتحدثين باسمه مما كرس وضعه المقلوب وحال دون تحقيق المطلوب.مبارك عليكم الحيا يا هل قطر اللهم انفع به البلاد والعباد وأجرنا من شرور الفتن والفساد.