08 نوفمبر 2025
تسجيلماذا أقول لقومي وعشيرتي الذين لم يضعوا آيات القرآن موضع التصديق والعمل بدلا من التشكيك والجدل، وراحوا يصدقون أن الأخ أوباما حسين سيكون يوما واحدا مع العرب ضد الصهاينة، والله تعالى يقول: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" (الأنفال:73)، وقال تعالى: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ" (البقرة: من الآية 120)، وقال تعالى: "وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ" (آل عمران: من الآية 118)، وقال تعالى: "وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ" (آل عمران: من الآية 73)، ومع كل هذه النصوص القطعية دلالة وثبوتا فلا يزال من بيننا من يصدق أوباما شرير العصر في ثوب الثعلب الذي يجيد إلقاء الكلمات صادقا مع الكيان الصهيوني في القدس المحتلة، كاذبا بالجملة على العرب والمسلمين في جامعة القاهرة وفي رام الله، وهو الذي كان يدعو إلى الأمل والتغيير في حملته الأولى، وانتخبه المسلمون في أمريكا على أمل أن الرجل الأسود الذي عانى طويلا في أمريكا بنفسه وليس من جيل آبائه من الاضطهاد العنصري حيث لم يكن بوسعه ولا أمثاله السود أن يدخلوا الباص أو المطعم الذي فيه البيض، ولو دخل الباص فجلس وركب أي واحد أبيض فلابد أن يقوم فورا لكي يجلس السيد الأبيض ويقف "العبد الأسود" في عرف الأمريكان حتى الستينيات من القرن الماضي، لولا ثورة "مارتن لوثر كنج" وغيره من السود، ولا تزال هناك كنائس في أمريكا للسود لا يدخلها البيض، ويعتقدون أن عيسى عليه السلام أسود والشيطان أبيض، وهناك كنائس للبيض لا يدخلها السود ويعتقدون أن سيدنا عيسى أبيض والشيطان أسود، ولن ننسى تطبيل العجز العربي لمجيء أوباما رئيسا لأمريكا لأنه عاش القهر والإذلال مثل العرب، فلابد أن يكون المنقذ لهم من الاستبداد السياسي والفساد المالي والتخلف الحضاري لكنه استمر يعبث في بلاد العرب وساند بقوة من خلال الأنظمة الفاشية مثل نظام حسني مبارك وزين العابدين والقذافي وعلي عبد الله صالح وآخرين مثلهم، ولا تزال أمريكا - تحت الأرض - تمد النظام السوري بكل عناصر البقاء والشقاء للشعب السوري، ويقيني أن الساعات الطوال التي انفرد فيها أوباما الظالم مع الملعون نتنياهو هو من أجل مزيد من دعم قوى الخراب والاضطراب في مصر ودول الربيع العربي، وإنشاء حالة صراع جديدة من خلال ضربة لإيران ولو شكلية تحوِّل المنطقة إلى صراع دام لا تنهض منه عشرات الأعوام، كما دفعت أمريكا للحرب بين إيران والعراق؛ لتدمر كل القوى العسكرية والاقتصادية للبلاد العربية والإسلامية، ثم دفعت بالعراق أن يغزو الكويت وجاءت أمريكا لتحتل العراق والكويت معا باستعمار مدني مبتسم الوجه مرة، وعسكري كاشر الوجه مرة أخرى، وقد سلبت أمريكا من العرب في غزو العراق للكويت تريليون دولار على الأقل، حتى لا يفرغ العراق والعرب طاقتهم العسكرية لتكون في الاتجاه الصحيح نحو الكيان الصهيوني المحتل، ولو فعل صدام لكان بطلا تاريخيا في العالم والتاريخ، لكنهم دفعوه لحربين طاحنتين، وفي الأخير دفعوه عن طريق عملائهم لحبل المشنقة، وقُتل يوم عيد الأضحى، وبقيت أمريكا في العراق تقتل وتهتك الأعراض وتشرد العراقيين شيعا وأحزابا، ولا يزال بعض السطحيين يظنون بالقوم خيرا.