15 نوفمبر 2025

تسجيل

خبر الفنانة فلانة أهم من القدس !

27 فبراير 2012

من السخف أن يستأثر (رغايو) القنوات الفضائية (المنظرون) بمساحات البث ليشبعونا رغياً فارغاً، نفس الطرح، نفس الوجوه، بنفس البدل، يخرجون من برنامج أي برنامج، ومن قناة إلى قناة، يتحفوننا بتنظيراتهم وفتاواهم الهشة، لا يحلون مشكلة، ولا يطرحون رؤية، ولا يضيفون فكرة، ولا يقدمون حلولاً لأزمات تعصف وتمور، متناسين خنجراً غائصاً في خاصرة الأمة حتى القلب ليزيدونا هماً على هم. موجع أن نلحظ الانسلاخ عن الوجع العام إلى الهايف والسطحي، بنظرة إلى الشاشات العربية، يصاب القلب بوعكة فورية، فكثير منها يغني خارج السرب، لا يغني فقط إنما يرقص، ويهزل، ويملأ ساعات بثه بالكلام، والأفلام، والمسرحيات، والأغاني، والرقص، والهجص، وكأن النازف ليس قلب الأمة، أو كأن ما يحدث في المريخ بعيداً عن العيون النعسانة، والعقول الغفلانة. اعتصرني ألم فارع وأنا أرى إسماعيل هنية فوق منبر الأزهر يستصرخ المسلمين في كل مكان دامعاً للدفاع عن الأقصى والتصدي لهجمة التتر الصهاينة، وجرأتهم على البقعة المقدسة، صرخ الرجل وحالنا يرد على الرجل الحزين "لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي" القوم مشغولون أيها الفارس النبيل كل بكرسيه، كل مستعد أن يفدي (كرسيه) لا الأقصى بروحه، انشغلت الرؤوس بالكراسي الوثيرة، وخيراتها الوفيرة التي لا تنازل عنها وإن أضحى الدم في الشوارع أنهاراً، وضاع أيها الفارس الجليل صوت أنين الأقصى الموجوع الذي يستغيث بمن لا يغيث. محزن أن يكون أقصى اهتمامنا بالأقصى دقائق بخطبة الجمعة، أو خبراً عابراً في نشرات الأخبار وكأنه تقرير لحالة الطقس، محزن ألا نستشعر هبة عربية أو (فزعة) توازي عظم الخطب بكل تهديداته، وآثاره، ودماره، وفواجعه! أحدهم يقول لي (ماله الأقصى)؟ ألم أقل لكم إن فاجعة تهجم التتر المجرمين على الأقصى مرت عابرة بسلام دون أن يسمع عنها كثيرون، وأن أخبار الفنانة فلانة، والمزواجة علانة، وألبوم فلان، وألبوم فلتان أعلى صوتاً عبر مساحة البث من كل أنين الأقصى وأوجاعه؟! • * * * • لابد من تحية لائقة لدولة قطر التي احتضنت المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي لوحظ غياب الأمين العام للأمم المتحدة عنه والذي كان يتباكى على ما يحدث في سوريا من جرائم وينادي العالم كي يتحد لوقف المجازر اليومية! كنا نود حضوره لنسمع كلمة منه في مأساة شعب يعيش في إظلام تام بلا كهرباء لنفاد السولار وكنا نحب أن نسمع رأيه في إبادة الشعب الفلسطيني على أيدي أصدقائه اليهود، وماذا يمكن أن يقدم تعليقاً على وضع القدس حسب القانون الدولي قبل الاحتلال، ووضع القدس بعد الاحتلال، وواقع ومستقبل المقدسيين في ظل الاحتلال، وما هي خططه وبرامجه لردع إسرائيل التي تسرق، وتحرق، وتضم، وتعتقل، وتقتل، وتميز، وتزور، وترحل، وتشرد، أصحاب الأرض، وتدنس الأقصى، كنا نحب أن يحضر المؤتمر لنرى كيف ينصر الشعب الفلسطيني الذي يقتل كل يوم على أيدي الأوغاد دون أن يحرك أحد ساكناً! • * * طبقات فوق الهمس: • يقول مبارك في آخر مرافعة من مرافعات المحكمة: بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرامُ وللمخلوع الذي ضيع مصر أقول عفواً يا من تشرفت بأن تكون رئيس مصر، لقد ظلمت الشاعر العربي الجميل باستشهادك بأبياته، فلقد جُرت على مصر ولم تجُر عليك، وأكرمك أهلها الطيبون ثلاثين عاماً وهم صابرون يتجرعون علقم قهرك وزبانيتك وقد أفقرتهم ونهبتهم أنت والمدام والأولاد، اسمح لي أصحح لك لتستعمل هذه الأبيات لأنها أشد ملاءمة لك.. قل يا ريس زمان: إني بُليت بأربع ما سُلطوا إلا لشدة شقوتي وبلائي إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم أعدائي؟ • في الوقت الذي يقف فيه 14 مصرياً للأسف أمام محكمة الجنايات لتلقيهم تمويلاً أجنبياً من عدة دول بالمخالفة للقانون وبدون تراخيص واستخدام تلك المبالغ في أنشطة محظورة تخل بسيادة مصر، وتضر بأمنها القومي، في نفس الوقت الذي انصاعت نفوس ضعيفة لا تعرف الانتماء، ولا الوفاء لضرب أمهم مصر في وهدة لا يحسدون عليها نجد على النقيض تماماً بزوغاً بديعاً للوفاء والمحبة والتضحية مجسدة في رجل وموقف، اسم الرجل (حسن البرنس) عضو مجلس الشعب المصري، ووكيل (لجنة الصحة) التي زارت سجن طره وأكد بعد زيارته أن حالة مبارك الصحية تسمح باحتجازه مع زمرته في سجن طره، ولا حاجة مطلقاً لاستبقائه في المركز الطبي العالمي بتكاليفه الباهظة المدفوعة من دم شعب مصر، وعلى الفور وصلته هدية عاجلة جزاء وفاقاً على شهادته لوجه الله، ونزاهة تقريره، تعرض الرجل لحادث صباح الجمعة الفائت حيث تهشمت سيارته ودخل المستشفى للعلاج، وبدل أن يجبن، أو يخاف، من رسالة الرعب المرسلة إليه قال (الاغتيالات لن تخيفنا لأننا مشاريع شهادة من أجل مصر) تحية فارعة تليق بوفاء المحبين لمصر من أبنائها الشرفاء. • إلى توفيق عكاشة: مهما قلت، أو فعلت، أو حاولت فأنت في نظرنا من (فلول) مبارك ما تتعبش نفسك، مفيش فايدة! • وصلتنا أخبار تقول إن وزير الداخلية سيحاسب الضباط الذين يطلقون اللحى! ونقول لسعادة الوزير الله يعمر بيتك حاسب الذين أطلقوا الرصاص وبعدين اللحى! • قال في حديثه المتلفز يجب أن يكون الإعلام على مستوى المهنية، وللأستاذ أقول مصححة لو تكرم على يجب أن يكون الإعلام على مستوى من الأخلاق قبل المهنية، وأرجو أن تراجع ما يفعل أذناب مبارك من الإعلاميين لتصدقني. • أحلى الكلام: الحزن طايح في قلوبنا بجد.. ما فضلش غير الشوك في شجر الورد. غلط الربيع ودخل في أغبى كمين. يللي دمعتي رجعي الدمعة.. الدنيا شايفة كلها وسامعة واللي سرق حيخبي شيلته فين؟ أما اللي خان وطنك وأوطاني.. م الهيبة حطينه في قفص تاني يصحى وينعس والجميع واقفين وفي انتظار تيأس مع الأيام.. غيرك في قفصه بيضر بوله سلام وانت الجزم قبل الكفوف جاهزين يا عم اقعد بس واشرب شاي.. الدنيا ماشية وشعبنا نساي والبركة في الشاشة وفي الجرانين وإذا هو هوو قوم اعلن الأحكام.. وكل بُق تلجمه بلجام ومش حتغلب تطبخ القوانين الشاعر البديع (عبد الرحمن الأبنودي.. قصيدة ضحكة المساجين).