13 نوفمبر 2025
تسجيلالحرية هي قدرة الإنسان على فعل الشيء أو تركه بإرادته الذاتية، وهي ملَكة خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل ويصدر بها أفعاله، بعيداً عن سيطرة الآخرين لأنه ليس مملوكاً لأحد لا في نفسه ولا في بلده ولا في قومه ولا في أمته. وهذا ما نزعه عقيد ليبيا من شعبه رغم ادعاءاته لسنوات طويلة انه لا يحكم وانما الحكم للشعب، وهذا شيء يدعو للجنون إذا كنت لا تحكم والشعب لا يحكم فمن إذن يحكم ليبيا طوال 42 سنة من الهوان والخضوع والاستبداد والظلم والقمع. إن من يقتل شعبه ويضربه بالطائرات من أجل الحكم لهو ظالم غشوم مأواه جهنم وبئس المصير، قال تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" صدق الله العظيم إن شريعة الإسلام الذي ظل القذافي يتشدق بانتمائه له وللعروبة لسنين طويلة أيضا، تقول لا يجوز التعرض للمحكوم بقتل أو جرح، أو أي شكل من أشكال الاعتداء، سواء كان على البدن كالضرب والسجن ونحوه، أو على النفس والضمير كالسب أو الشتم والازدراء والانتقاص وسوء الظن ونحوه، ولهذا قرر الإسلام زواجر وعقوبات، تكفل حماية الإنسان ووقايته من كل ضرر أو اعتداء يقع عليه، ليتسنى له ممارسة حقه في الحرية الشخصية. وكلما كان الاعتداء قوياً كان الزجر أشد، ففي الاعتداء على النفس بالقتل وجب القصاص، كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى"، أو كان الاعتداء على الجوارح بالقطع وجب القصاص أيضاً كما قال تعالى: "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص"، ومنع عمر بن الخطاب — رضي الله عنه — الولاة من أن يضربوا أحداً إلا أن يكون بحكم قاض عادل، كما أمر بضرب الولاة الذين يخالفون ذلك بمقدار ما ضربوا رعاياهم، بل إنه في سبيل ذلك منع الولاة من أن يسبوا أحداً من الرعية، ووضع عقوبة على من يخالف ذلك.. والآن مع صمت العالم ـ إلا قليلاً من الشرفاء على رأسهم قطر ـ وقفوا منذ اللحظة الأولى عبر قيادتها وحكومتها وشعبها وإعلامها مع الشعب الليبي الشقيق المجاهد أبناء عمر المختار الذين سينصرهم العلي القدير على الطاغية وأولاده وزبانيته. وأبشر إخواني الصابرين في ليبيا أن النصر آت لا ريب فيه، وأن الله ناصرٌ عبادَه وان الحرية وان كان ثمنها غاليا ولكنها تستحق، فكما نصر الإخوان في مصر وتونس سينصر الإخوان في ليبيا بإذن الله.. ولأن لكل في موقعه دور فعلى الحكام أن ينصروا الليبيين، وعلى الشعوب أن تدعم وعلى أئمة المساجد أن تدعو وعلى الأشقاء في تونس ومصر إرسال معونات طبيبة وغذائية، وعلى الدول الكبرى أن تقف وقفة واضحة قوية في رفع الظلم والإبادة عن الشعب الليبي الذي يطالب بحريته.. لذا فأنا مع فتوى العالم الجليل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بضرورة قتل الطاغية السفاح الليبي معمر القذافي حتى تحقن دماء المسلمين، فقد ثبتت عليه صفة بـ "المجرم" بحق. حيث طالب القرضاوي قادة الجيش الليبي بعدم الانصياع لأوامر القذافي بقصف وقتل أهلهم من الشعب الليبي، وأهدر القرضاوي دم القذافي مطالبا من يقدر من ضباط الجيش على قتله ألا يتأخر في فعلها، وقتله. وإن دمه في رقبته وأخيرا كما قال شيخنا أنه لا يجوز طاعة أولي الأمر فيما يخالف الشرع، أي "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" وأن ما أمر به القذافي من قصف مدن ليبية بالطيران الحربي لهو حراب وفساد في الأرض يستحق عليه إهدار دمه، وقتله. فاللهم انصر شعب ليبيا.. وارفع عنهم ظلم الطاغوت.. إنك منتقم جبار.. وإنك على كل شيء قدير.. فأنت نعم المولى ونعم النصير. [email protected]