18 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الأسرة الهاشمية التي عُرفت عبر التاريخ بعدلها وإنسانيتها ومواقفها المشرفة في كل الأحوال، أسرة لم تتوان يوما في أن تكون حاضرة مساندة داعمة للعرب والمسلمين والإنسانية بكل المواقف، سواء أكانت في الأفراح أو الأتراح، وكانت السباقة دوماً للخير والمخلصة وفاءً ، والحكيمة اعتدالاً ، فإذا تحدثنا عن الأخوة فهي مثال إيجابي لها ، لأنهم عرب يتمسكون بعروبتهم وأخوتهم ويقدسون انتماءهم القومي ، وإذا تحدثنا عنها كانت دائما مبعث خير ومحبة وسلام ووئام . ليست المرة الأولى التي يدفع فيها الأردنيون ثمن اعتدالهم الوطني وحكمتهم السياسية ، فلم تكن " عمان " يوماً غائبة عن حضورها الإنساني المشرف وسط المنظومة العربية بشكل خاص والدولية بشكل عام ، وذلك لموقعها الجغرافي الذي لم يكن يوماً من الأيام بمنأى عن التداعيات الأمنية والسياسية على حد سواء ، فالمخططات مازالت تحاك ضد أمنها وحريتها ، بدليل الاعتداءات السابقة التي طالت أرضها بدافع خارجي ، يراد منه إبعاد المملكة الأردنية الهاشمية عن محيطها العربي، وثنيها تجاه المواقف التي تتشرف برفع لوائها الذي هو أساس نهجها العروبي الأصيل ، فما حصل أخيرا في مدينة الكرك العريقة ماهو إلا عمل جبان ، غايته ضرب نسيجها الاجتماعي المتراص في المقام الأول ورسالة واضحة لتعطيل دورها الريادي تجاه قضايا الأمة . لقد حاولت قوى الشر نفخ سمومها الصفراء في أرض الرباط عبر مرتزقتها من أصحاب الرايات السوداء وقد تزامنت هذه الآحداث مع حلول الاحتفال باعياد الميلاد المجيد وراس السنة الميلادية ، من أجل تعكير المزاج الأردني وخلق حالة من الفوضى والاضطراب ، لكن الشعب الأردني أثبت وبما لايقبل الشك أن هذه الأحداث زادت من تلاحمه بحكومته بقيادة ربانها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى وهذا ما شاهده العالم بأسره عندما تقدم المواطنين قبل إخوانهم في الأجهزة الأمنية لكسر شوكة الإرهاب ليقدموا أرواحهم قرابين من أجل الوطن ، فكانت الشهادة رمزاً وفخرا لكل الشرفاء والمخلصين ، لأن أرواحهم تعلم علم اليقين أن " عمان " ستبقى منصورة حتى لو أريد لها أن تكون داخل جهنم الأعداء والعملاء وإرهابهم. أثبتت الأيام والسنون على مر التاريخ أن الأردن كان للإخوة العراقيين نعم الأخ ونعم الجار ، ولعل ما يميز العلاقة الأخوية بينهما ، هو العمق الجغرافي والاجتماعي الذي ينفردان به عن الآخرين ، فهي مثال للأخوة الصادقة، وسند ثابت للعراق وشعبه في كل الظروف، مثلما كان العراق أخا مخلصا وكريما وخير عون له ، ولهذا التميز في العلاقة بينهما أصبح الأردنيون يستشعرون جراحات أشقائهم العراقيين وصراخاتهم وأنين جراحهم من جارة السوء " بلاد فارس " التي تدعي الإسلام ، فشتان بين الجارة الغربية التي لم يلمس العراقيون منها سوى الأمن والأمان والوفاء، والجارة الشرقية التي كانت على الدوام مبعث شر وحقد وغدر ولؤم وانتقام . ولهذا نقول إن ما يصيب إخواننا الأردنيين من همّ ، هو بلا شك مبعث هم وحزن وألم للعرب جميعا .السلام على الأردنيين الذين يحملون لنا وردة فواحة بعطر العروبة ، ولا سلام على من يغرسون في قلوبنا وعقولنا الحقد والكراهية.