06 نوفمبر 2025

تسجيل

والله لن أعيدها !

26 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أراد الابن أن يفاجئ أباه الذي لا يلتقي به إلا نادراً، إذ يعود الأب إلى البيت بعد العشاء والابن نائم، وفي الصباح يخرج وهو نائم أيضاً، ويمر الحال هكذا اليوم تلو الآخر ولا يلتقيان. يوما ما، اتصل الابن بأبيه ، فضحك فرحاً وهو يكلمه ، فقال : بابا ، أرجوك عد اليوم مبكراً ، أرجوك نفذ طلبي، ففكر الأب لحظات، وأجابه بنعم ، فطلب الابن من أبيه أن يحضر معه كيس أندومي، وبعد إلحاح منه وافق الأب. لسوء الحظ ! حصل ضغط بالعمل ، فطلب منه إنهائه هذا الأسبوع ، فقال في نفسه : أكمل عملي فقط نصف ساعة ، ومع المماطلة ، وإذا بها السابعة بعد العشاء ، فهرول مسرعاً نحو سيارته ، ثم اتجه إلي السوبرماركت لشراء الأندومي .من جانب آخر ، كان الابن ينتظر بلهفة عودة الأب ، جالساً عند باب البيت ، وهو ينظر يمنة ويسرى ، لعله يلمح سيارة أبيه ، فنفذ الوقت حتى الثامنة ، وإذا بصوت أمه : هيا ادخل بني ، سيتأخر أبوك كعادته .عند الثامنة ، دخل الأب البيت ، فإذا بالأم نائمة على الأريكة ! والشقة تملأها الزينة ، وعلى منضدة الصالة كعكة كبيرة عليها صورته وكلمة " بابا " ، فأيقظ زوجته وسألها : ماذا يحدث هنا ؟ ، فقالت : أراد ابنك أن يعملها مفاجأة ، فاليوم عيد ميلادك ، فاشترى الزينة ودعا أصدقاءه ، فانتظروك حتى عجزوا صبراً ، فغادروا ، وجلس هو عند باب البيت ، وكأنه لم يقطع الأمل بلقائك ، فتارة ينظر للهدية ، وتارة ينظر للشارع ، فعاد بائساً حزيناً ، وهو نائم بغرفته ، فسألها : ولماذا طلب الأندومي ويستطيع شراءه معك أو مع السائق ، فقالت وهي تبكي: أخبرني أنه يتمنى أن يأخذه من يدك وأنت داخل البيت .خطوات الأب متجهة نحو غرفة الابن ، وشهيق صدره يكاد يسمع من خلفه ، فإذا به يرى ابنه نائماً وبيده الهدية ، فرمى بنفسه نحوه ، واحتضنه وهو يبكي ، ورمى جهاز الموبايل الذي بيده أرضاً ، فأخذ يضرب رأسه ويصفع وجهه وهو يبكي : سامحني بني ! سامحني ! حرام عليك ! والله لن أعيدها .