06 نوفمبر 2025

تسجيل

فن الصوت (3)

26 ديسمبر 2015

مما لا شك فيه أن هناك العديد من الأطر التي أدت إلى خفوت هذا اللون من الغناء، إهمال الرعيل الأول وعدم الاهتمام الجدي برصد وتوثيق تاريخهم، من سمع من أبناء هذا الجيل بفنان اسمه إبراهيم فرج، وهو شقيق الفنان سالم فرج. وأين التراث الغنائي لفنان كان نديم السهرات مثل إدريس خيري أو سعد السليطي أو أحمد الجفيري. طبعاً كان لظهور الجيل الجديد دور في احتلال مكان الصدارة مع الفرق الموسيقية المختلفة وكان للاندفاع إلى القاهرة وبيروت لتقديم أغان تحمل روح التطور وظهور الملحن مثل حمد الرجيب، أحمد باقر، عبدالرحمن البعيجان، غنام الديكان، يوسف المهنا، عبدالحميد السيد، يوسف الدوخي وعشرات الأسماء دور في تلاشي اللون القديم، كما أن العصر الذهبي لشركات الأسطوانات قد ألقى بظلاله على الواقع الجديد. من يعود إلى تلك الأسطوانات يكتشف أن العديد من تلك الشركات جزء من الماضي مثل بيضافون، حتى في البحرين مع تجربة محمود الساعاتي وأخيه عبدالرحمن قد انتهى الأمر برحيلهما وهما من ساهم في تقديم جل المبدعين في إطار فن الغناء وبخاصة جيل عيسى بدر على سبيل المثال عندما أحضرا أول آلة تسجيل في عام 1948 للبحرين كانت الشركات أو المؤسسات أو المحلات التي تبيع "القوان" الاسم القديم للأسطوانات "القار" في قطر هي محلات بو مرداو ومحلات محمود الجيدة. وقبل محمود الجيدة كانت محلات يعقوب الجيدة بجانب محلات أبوبكر وعدد آخر من المحلات في براحة الجفيري. في البحرين ولسنوات قام بهذا الأمر الفنان العماني سالم راشد الصوري، وهكذا كان الواقع الذي تغير مع ظهور الملحن وشاعر الأغنية. ولذا فعندما قدم المرحوم أحمد الفردان حلقات من هذا البرنامج توقف بعد فترة لعدم تواصل الأجيال في تقديم هذا النوع من الغناء. كما كنا نسمع أن في البحرين قد ساهم في هذا الإطار أكثر من 25 شركة. شركات ظهرت واختفت لاحقاً.العودة إلى الماضي صعبة. ولكن أنا لا أرى أن الأمر يشكل معضلة، هناك بذخ في الحفلات ولكن لماذا الإصرار على لون غنائي أحادي الاتجاه. لماذا لا يكون الاهتمام الجدي بإحياء تراث الخليج الغنائي. ففي الغرب وأمريكا هناك فرق تواصل عطاءها في هذا الإطار، وأعني الحفاظ على التراث والهوية، أما نحن فنرى أن هذا الأمر يندرج تحت مسمى "كجره.. مجره"... وسلامتكم.