15 نوفمبر 2025
تسجيللا يخفى حتى على مختل عقلياً أن ما تموج به مصر الآن من فوضى، واضطرابات، وحرائق، وأزمات، واعتصامات، ومظاهرات، وقطع طرق هي كلها عملية بلطجة منظمة يدفع فيها المنتفعون منها من فلول، وخائفين من المحاسبة، وحرامية الوطن المطلوبين للمحاكمة مبالغ خيالية لضرب استقرار مصر! تمويل البلطجية مستمر، وخطة التخريب تنفذ بإبداع خطير، فالمستفيدون يحددون للبلطجية أين ومتى تكون الضربة، هذا إلى جانب مجموعة من الإعلاميين، والصحفيين، ومقدمي البرامج المرتزقة من أذيال (مبارك) تتحدد مهمتهم في اقتلاع الهدوء والأمن، وبث الذعر، واتهامات بالتخوين، عنوان برامجهم اليومي (شعللها شعللها) دون أدنى خجل أو ذرة إحساس، بأن ما يحرقونه هو قلب مصر الوطن، الواضح تماماً أنه لا يهم هؤلاء الذين يمارسون البلطجة الإعلامية سوى النجاح الباهر في (الهدف) وهو زعزعة استقرار أمن مصر، الإعلام البلطجي يشارك في قتل مصر لإقصاء رئيس مصر، لأنه يخاف أصلاً على نفسه من المساءلة، أي متابع عاقل يسأل ما الذي يغضب من إعلان دستوري يقتص لدماء الشهداء، ما الخطأ في احتواء غضب الشارع بالاستجابة لمطالبه وكيف يوصف رئيس يحاول تلبية ذلك بالدكتاتور؟ولماذا لا يقبل الجميع بأن إصدار الإعلان الدستوري المكمل كان ضرورة للمحافظة على استقرار مصر بعدما تعدد ضرب المؤسسات، ولماذا لا يتذكر المنتفضون الأشرار أنهم ظلوا ثلاثين عاماً مكممي الأفواه لا يجرؤون حتى على مجرد الاعتراض في أحلامهم ولا أقول يقظتهم، ولماذا لا يتأكدون من أن جولة باطلهم لا أذرع لها وهي وإن قويت وقتاً فمآلها لشلل حتمي؟ إن ما تكتوي به مصر الآن من قلاقل، وتخريب، وفوضى، وانهيار اقتصادي مفزع، وتوقف لنبض الحياة في كل اتجاه إنما يحتاج إلى شرفاء يخافون على مصر، ينتمون إلى مصر ليتصدوا لكل أشكال البلطجة المأجورة وينهوا حالة الانقسام بالأمة التي يؤججها أصحاب المصالح، والمنتفعون، والمتكسبون الذين لا يهمهم نزف قلب مصر وهي تعاني متوجعة، الأزمة تحتاج همة ونخوة رجال يحبون فعلاً مصر. • * * • بصراحة • أخطأ الرئيس محمد مرسي عندما اعتذر لإلهام شاهين، وأخطأ عندما تهاون مع من تجرأ عليه بألفاظ جارحة وهي سب علني صريح يحاسب عليه القانون، وسيكون مخطئاً لو سحب قراراته الأخيرة التي تحمي البلاد لأنها ستكون سابقة، وسيقف المتربصون لكل قرار لاحق ليشجبوه ويرفضوه، وقد يبغي الماكرون من سحب القرارات إظهار رئيس مصر بصورة مهلهلة لا حكمة فيها ولا تريث، بل إن البعض قد نادى في بعض قنوات الهراء ببطلان رئاسة محمد مرسي لمصر، وهذا كاف للالتفات لحجم الهجمة المصنوعة. • * * • طبقات فوق الهمس • كان من المفروض أن تحتفل الأمة كلها بنجاح مصر وقطر في وقف نزيف الدم في غزة لكن المتربصين لا يحفلون إلا بالخراب، ولا يرضيهم إلا نار الدمار. • تعليقاً على قرار الدكتور هشام قنديل بمنع بث برامج الهواء (الهراء) وضعت إحدى القنوات إعلاناً تقول فيه منعنا عن البث بسبب التضييق على الحريات، خاصة الإعلام! ونقول أي حريات تقصد إدارة القناة؟ هل كل من فتح صندوقاً على الهواء له الحق في قول ما يشاء؟ ومن قال إن الحوار بقلة الأدب حريات؟ ومن قال إن التجريح في شخص رئيس الجمهورية بما لا يليق حريات؟ ومن قال إن حرق البلد بتقليب الشارع والنفخ في النار لضرب سلامة مصر حريات؟ ومن قال إن السب والقذف والاستقواء بالمعارضين لإفشال الرئيس المنتخب حريات؟ من قال إن حرق البلد بلؤم الفتن المبثوثة حريات؟ أين شرف الإعلام الحر المحايد؟ وأين الحرية الإعلامية المهنية؟ • لكل الإعلاميين الذين تجاهلوا جريمة حرق المقرات ومنها (الجزيرة) لماذا لم يتحفنا النافخون في النار بتحقيقاتهم وحواراتهم لنعرف الجاني بدلاً من نعيق الغربان. • مستوى البجاحة، والفجاجة، وسلاطة اللسان، والتعدي على رئيس الجمهورية يحتاج إلى تصد وعقاب رادع. • مطلوب من منظومة الإعلام المسموع، والمقروء، والمرئي اعتناق كل ما يجسد ضمير الأمة، وكل ما يبنيها بشفافية مطلقة. • أخيراً طلع علينا (أحمد شفيق) المطلوب توقيفه وحسابه عن (بلاوي) ليشارك في إشعال الحرائق بغل ملحوظ، وحملة شعواء على رئيس مصر، سؤالنا للهمام الهارب لماذا لا تعود إلى مصر ما دمت متأكداً من براءتك من كل ما نسب إليك من مخالفات؟ ما الذي يخيفك؟ • فاروق جويدة مستشار الرئيس المصري هو الذي كتب مسودة الدستور بيده وهو نفسه الذي هاجمه! كيف يستقيم هذا التناقض العجيب يا شاعرنا الكبير؟! • توصيات نادي قضاة مصر بالامتناع عن أداء واجبهم بماذا يفسر، وأين الانتماء؟ • كلما شاهدت (وائل الابراشي) في برنامج (العاشرة مساء) ترحمت على أيام الرائعة (منى الشاذلي) وخطر لي أن أسأله: أنت متأكد أنك بتحب مصر؟ • كثيراً ما (ندلق) الألقاب على من نحب تفخيمه بما ليس فيه فنقدم فلاناً على أنه مفكر، وفلاناً على أنه دكتور، وفلاناً على أنه فقيه! هكذا فعل (عماد الدين أديب) عندما قدم أحد ضيوفه على أنه (الفقيه الدستوري فلان) ليفاجئه الضيف قائلاً (لا أنا مش فقيه دستوري، أنا أستاذ قانون جنائي) تحية للضيف المحترم الذي رفض لقباً فخيماً (دلقه) عليه مقدم البرنامج الشهير. • من وراء طفل في الثانية عشرة يلقي الحجارة على الشرطة؟ ما قضيته؟ وماذا يفهم في السياسة؟ حتى الأطفال تم شراؤهم، حتى الأطفال لم ينجوا من سوق البلطجة الذي يدفع بسخاء! • كلما ارتفعت الحرائق، وتلبد الجو، وحام الخطر أجدني مضطرة أن أسأل (اتحاد كتاب مصر) أين صوتكم من محاولات قتل مصر، وأبناؤها يغيرون عليها صباح مساء؟ • مخرج كل كسبه من أفلام (البورنو) وحجرات النوم المكشوفة كيف يؤيد مرسي؟ رجال أعمال يتكسبون من التعدي على المال العام بحيل غير مشروعة كيف يؤيدون مرسي وقد أقفل (الحنفية)؟ المرتشون الذين دأبوا على الرشوة وأكل الحرام لينجزوا مصالح الناس بعد قبض المعلوم كيف يؤيدون مرسي؟ المتكسبون من تكية مصر التي كانت مفتوحة على مصراعيها لتتضخم ثرواتهم وتسمن كيف يؤيدون مرسي؟ وقد آن الأوان للضرب على أيديهم الطويلة وتجفيف مصادر نهبهم؟ طبيعي أن يكون عداؤهم للحاكم صارخاً فهو العقبة أمام استمرار ما كانوا فيه من نعيم، وطبيعي أن يكونوا أول الخارجين عليه، وأول من يجمع الحطب ليشتد أوار اللهب. • المظالم ديوان لا يغلق إلا بالقصاص، ما فائدة الحج والعمرة يا حجاج؟ • سؤالنا للنائب العام المقال: هل يعقل أن يبرأ كل المتهمين بقتل المتظاهرين؟ وإن كانوا كلهم أبرياء فمن الذي قتل الشرفاء؟ أكيد ماتوا من الضحك!! • نعم هناك خطة لإفشال رئيس مصر المنتخب، والضرب على أيدي المخططين واجب وطني لا يحتاج إلى تهاون، ولا رحمة، ولا تراجع. • عندما نخطئ يجب أن نعتذر، الاعتذار بطاقة مودة لا يكبر عليها إلا جاهل، ننسى كثيراً أننا بالاعتذار نعلو ولا ننخفض، نكبر ولا نصغر.