07 نوفمبر 2025
تسجيللا شك أن ظاهرة تغيُّر المناخ هي احد التحديات الخطيرة في عصرنا، وهي مشكلة متفاقمة باستمرار، وتطرح إشكاليات عديدة تتشابك في أبعادها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، ولها تداعيات سلبية بالغة الخطورة على كافة أشكال الحياة، بما فيها الحياة البشرية، وعلى البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء، ولا سيما على مسارات التنمية المستدامة التي تنشدها كافة الشعوب". ظاهرة التغير المناخي من القضايا الخطيرة والمهمة ويقابلها في الأهمية الاقتصاد الدائري وإعادة تدوير المخلفات وتعزيز هذه الثقافة المهمة وهذا التوجه الكبير للدولة انطلاقا من كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والتي افتتحت بها المقال؛ ضمن مشاركة سموه في أعمال قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ 2019 في نيويورك، وذلك تزامنا مع انعقاد الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور عدد من رؤساء وقادة العالم وممثلي منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية بالبيئة دوليا. انطلاقا من اهتمام الدولة من خلال أعلى المستويات والمشاركات المتمثلة بسمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد يدعو للاهتمام الأكبر بقضية البيئة والحفاظ عليها والاهتمام بمكوناتها وعدم تدميرها والتي لا تكون إلا من خلال فرض القوانين واللوائح والتشريعات التي تحافظ على مكونات البيئة البحرية وعلى مكونات البيئة الصحراوية والحفاظ على الهواء من التلوث. من الأهمية تعزيز إدارة المخلفات من خلال التعليم والمدارس والجامعات وإلزام الجهات الحكومية والمؤسسات في الدولة، وليس فقط ما يخصص من حاويات محددة للورق أو الزجاج او البلاستيك وغيرها. وإنما الاهتمام بنقل هذا الفصل والاستفادة منه لإعادة التدوير وهو الاتجاه العالمي للحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. ودون الاعتماد فقط على حرقها أو دفنها أو رميها بالبحر! وما ينتج عنها من ضرر بالصحة. تعزيز ثقافة المخلفات وفصلها للجهات الحكومية والمؤسسات وأذكر هنا تحديدا وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية وتحديدا في شهر رمضان الكريم ما يكون من وجبات إفطار وسحور وما يكون في العشر الأواخر من الكميات الرهيبة لكراتين المياه المعدنية المعبأة في البلاستيك والطعام! نعمة كبيرة وتبرع من أهل الخير ومن الجهات المسؤولة ولكن نادرا ما يتم شرب هذه المياه كاملا أو حملها والاستفادة منها، التي تكون أحيانا نصف لتر أو أقل ويكون للأسف التخلص منها برميها وهي معبأة بباقي المياه! وهنا يمكن الاستفادة من المياه بجمع المتبقي منها لسقي الأشجار، الأوراق وكراتين المياه المعدنية ثقافة فتحها وتجميعها بشكل مسطح لتسهيل إعادة تدويرها وتقليل استعمال الأكياس السوداء للمخلفات وشغلها لمساحات كبيرة فقط لكراتين المياه! هذه الثقافة أول ما يلفت نظر السائح لعدد من مدن أوروبية وولايات أمريكية نيويورك مثلا وغيرها من مدن من الفصل والترتيب والتنظيم لإعادة تدويرها. المياه المعدنية والتي زاد عدد الشركات المنتجة لها بعد الحصار بأهمية وضرورة وفرض الشروط بتصنيعها لتكون منتجا يسهل إعادة تدويره "الاقتصاد الدائري" ولا يكون منتجا يرمى دون إعادة تدويره "الاقتصاد الخطي"! بقايا الطعام الاستفادة منها في تكوين السماد للنبات، وبالطبع هناك مؤسسات لإعادة توزيع بقايا الطعام النظيفة والصالحة للأكل كـ "حفظ النعمة". يكفي أن دولة قطر على أعلى المستويات تولي البيئة والحفاظ عليها محليا ودوليا ورؤية مستقبلية أكبر الاهتمام ودليل ذلك كلمة سمو الأمير في مؤتمر المناخ وفي إطار حرص دولة قطر على القيام بدورها كشريك فاعل مع المجتمع الدولي ما أعلن عنه سمو الأمير عن مساهمة دولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نمواً للتعامل مع تغير المناخ والمخاطر الطبيعية والتحديات البيئية، وبناء القدرة على مواجهة آثارها المدمّرة. آخر جرة قلم: يزعج أن ترى من البشر من بعض المواطنين والمقيمين من يقوم برمي المخلفات من السيارة ورميها بإهمال عند الحاويات! فالاعتماد على عامل البلدية بنقلها وكنسها وتنظيفها لا يقلل من أهمية الالتزام الإيماني للنظافة، فالنظافة من الإيمان. البداية تكون صعبة والرؤية لا تكون واضحة لافراد المجتمع ومؤسساته، إلا إن النية والعمل الجاد وتوحيد الجهود وفرض القوانين والبدء في ذلك من الأسرة مرورا بالمدرسة والجامعات وعلى مستوى الجهات الحكومية والمؤسسات والمجمعات التجارية والمطاعم، وعلى المستوى الفردي في الرحلات البرية والبحرية وغيرها من مناسبات وفعاليات تعزيز أهمية البيئة والحفاظ عليها تماشياً مع الرؤية الوطنية 2030 ولا يكون فقط كلاما إنشائيا ومؤتمرات تعقد للتحقيق التنمية المستدامة وأوراق بحثية تقدم، والواقع تطبيق معدوم ومفقود!. من المهم تعزيز ثقافة الفصل وثقافة تجميع الأوراق والعلب الورقية والكرتونية والبلاستيكية وغيرها لإعادة التدوير والحفاظ على البيئة التي نعيش ضمنها. Tw @salwaalmulla