07 نوفمبر 2025

تسجيل

صلحٌ لا صلاح فيه لا نريده !

26 سبتمبر 2018

هل الصلح خير مع دول الحصار ؟! يتصدر المشهد هذه الأيام بعض جماعة ( الصلح خير ) خصوصاً مع تفاوت الأخبار واجتهاد الوسطاء في إيجاد حل سريع للأزمة المفتعلة ضد قطر، خصوصاً بعد انقضاء ما يقارب 500 يوم على الحصار الجوي والبري والبحري والذي فرضته دول الجوار على الدوحة، والغريب أن هؤلاء يمارسون سياسة تليين قلوب المتابعين بما قاله الله تعالى ورسوله الكريم بشأن العفو والصلح وعفا الله عما سلف ولكن - وتبقى لكن هذه حرف استدراك مهم لا تلتفت له مثل هذه الجماعة – أعيد السؤال الذي بدأت به المقال وهو : هل الصلح ( خير ) مع هؤلاء ؟!. لن ننكر أجر وعاقبة وفضل العفو والصلح ومحاولة تناسي الخطايا والبدء من جديد ولكن  – وأعيدها ثانيا -  هل هناك خير لـ قطر تحديدا من وراء هذا الصلح إن تم مع دول الحصار ؟!..هل ستكون هناك ضمانات لمنع ما جرى وقد كانت هناك اتفاقية الرياض في عام 2014 رُميت بعرض الحائط حين غدر هؤلاء بنا بل واتهموا قطر بنقضها وكانت شماعة من ألف شماعة بررت دول الحصار بها إجراءاتها الغادرة التي كانت تهدف لغزو قطر عسكرياً ومحاولة قلب نظام الحكم فيها والاستيلاء على ثرواتها وغازها ومقدراتها ؟!..  عن أي خير في هذا الصلح تتحدثون وما هي التعهدات التي يمكن للدوحة أن تثق وتتيقن بأن هذه الفعلة المشينة لن تتكرر ضدها ؟!.. تتحدثون عن الصلح وتتجاهلون الخير الذي قد لا يكون من ورائه !.. تتحدثون عن العفو وهذه الدول حتى الآن تجند إعلامها ومرتزقتها وشعراءها ومستشاريها وعبيدها وحساباتها وذبابها الإلكتروني ضد قطر وكأن المثالية يجب أن تتمثل عليها الدوحة فقط بينما يُطلق العنان لدول الحصار لأن تستمر في الغي والفبركة الإعلامية التي على ما يبدو أنهم بارعون فيها ولا يمكن لأحد منافستهم فيها !..  فهل عملت قطر ما فعلته هذه الدول وقطعت صلة الأرحام أو حتى منعت التعاطف لتكون مطالبكم لها اليوم بنسيان ما جرى وكأنها هي السبب فيه؟!.. ولِمَ لا توجهون دعوات الصلح لهذا الحلف وتلك العصابة المتشكلة بصورة دول ؟!.. وأنا أقولها ومثلي الآلاف أنه يمكن أن نتصالح وتعود المياه إلى مجارٍ غير التي كانت تسيل عليها سابقا، فقطر أصبحت مختلفة عما كانت عليه قبل الخامس من يونيو 2017 ، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن ننسى الغدر والفجور وقطيعة الأرحام والاستيلاء على أموال وأملاك آلاف من القطريين في السعودية والإمارات والفبركة الدنيئة على لسان سمو الأمير حفظه الله والتعرض إلى شرف نساء قطر وعلى رأسهن سمو الشيخة موزا بنت ناصر وتجنيد آلاف الحسابات الحقيقية والوهمية لأجل هذه الأهداف الرخيصة ، اعطونا شكلا مقبولا لهذا الصلح الذي تتحدثون عنه ومؤامرات دولة ( المؤامرات ) لا تزال مستمرة منذ إنشاء المنطقة ودول الخليج وحتى هذه اللحظة التي أحدثكم بها ؟!.. ولكن اعلموا أن مساعي قطر الدبلوماسية والإنسانية إنما هي لاسترداد الحق العام لها والخاص لمواطنيها الذين طُردوا يوما وفي شهر رمضان من بيت الله في مكة والمدينة ومن بيوتهم ووجودهم في دول الحصار وليس حبا في العودة إلى حضن هذا المجلس الذي لم يستطع أمينه العام النائم حتى هذا الوقت أن يسجل موقفا نزيها إن لم تفرضه عليه تربيته وإنسانيته فكان يجب على منصبه أن يفرضه عليه وهو المنصب الذي لا نجده لائقا به ولا جديرا بحمله ! ، لذا فعلى هذه الجماعة الناصحة التي أراها ويراها كثيرون مثلي منتشرة هذه الأيام خصوصا في ( تويتر) أن تدرس الكلمتين اللتين تدعو لهما وهما ( الصلح خير ) فإن كان هناك مجال للصلح فيجب أن تعلم هذه الجماعة أن قطر ستدرس جيدا هذا الخيار غير المفروض عليها إن كان في هذا خير لها أم لا، ومن جميع النواحي باعتبار أنها قد ترضى به لما فيه مصالحها الاقتصادية والاجتماعية؛ لا سيما في إعادة الروابط الأسرية التي تفككت جراء هذا الحصار الظالم الذي لم تمنع فيه الدوحة أحدا ولكن تعرض هؤلاء لوسائل قمع ومنع من دولهم كانت ولازالت هي السبب الأول والحقيقي في هذه القطيعة غير الإنسانية التي انتهجتها دول الحصار واعتبرتها من وسائل الضغط ( الرخيصة ) على قطر لتمرير أجندة مطالبها المضحكة التي قوبلت بالرفض القاطع من قبل حكومة قطر جملة وتفصيلا. المسألة ليست مسألة متعلقة بالدين وما يدعو له أو مثالية ولكنها تتعلق بفراسة المؤمن الذي يحذر من أن يُلدغ من الجحر مرتين وهي سياسة يجب أن تتجلى اليوم ونحن على ثقة بأن لدينا حكومة هي الأقدر والأجدر لأن تتمثل هذه الفراسة بها وهي التي استطاعت أن تتجاوز آثار الحصار بمراحل وبمكاسب لا يمكن أن تتفوق عليها في العدد والنوعية سوى الخسائر التي تلحق بهذه الدول التي أرادت شراً باقتصاد قطر فعادت الشرور إلى عمق اقتصادها وبورصاتها وأسهمها بل وفي رخصها الدولي الذي يأتي دائما على لسان ترامب الذي يكتفي بطرح أوامره على شكل تغريدات قصيرة لتسارع الرياض إلى الاستجابة فورا وكأن المشهد هو استدعاء ( البقر ) للحظيرة ومثولها أمام الجزار وتقديم كل ما يمكن أن يؤجل ذبحها وسلخها، وعليه اصمتوا ودعوا الأمور تسير إلى ما هي عليه فنحن إن أردناه ( صلحاً ) فإننا سنستبق ( الخير ) فيه وإن تجاهلوا ما فعلوه بنا وتجاهلنا نحن ما حدث فلا صلح لا صلاح فيه ولا خير ! . فاصلة أخيرة : عزة النفس تُشعرنا بالاكتفاء رغم الحاجة ! .          [email protected]