18 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال أصبحت واضحةً وجلية وخالية من الريبة والحرج؛ لسبب بسيط وهو أن صناع هذا الإرهاب الذي أريد له أن يكون ظاهرة في بلاد الرافدين، رغم أبواق المجتمع الدولي التي تنفخ به بشكل يومي بحجة التصدي له أصبحوا دون نافذة أمل من شأنها ليتم وأد الإرهاب في موطنه. لقد أصبح اللعب على المكشوف منذ أول قرار صدر بعد سيناريو أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وما تلاها من إيقاع دراماتيكي نتج عنه احتلال العراق بأبشع إرهاب دولي شهده التاريخ الحديث تحت مسميات واهية ثبت بطلانها وزيف ادعائها على لسان قادة دول العدوان وجنرالات ماكينتهم الحربية. لقد شرعنت المنظمة الدولية بقرارها المشؤوم 1390 والذي بات أخطر قرار اتخذته في تاريخها، عندما فوضت الدول المهيمنة على العالم شن حرب استباقية مؤطرة بغلاف وقائي، يزعم بتهديد الأمن والسلم الدوليين في العالم، من خطر وشيك سيلحق به، ما جعل العالم رهينة التعاون المشروط بعقوبات دولية إذا ما خالفت إرادتها وانصاعت لأوامرها. وقد ثبت بطلان هذه الرواية على لسان ضابطة اتصال الاستخبارات المركزية الأمريكية مع العراق "سوزان لينداور" التي أدلت باعترافاتها عن أحداث أبراج التجارة العالمي وطائرة لوكربي والمدمرة كول وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، بأنها من صنع الموساد الإسرائيلي.كما ثبت بطلان هذه الرواية بما أوردته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلنتون في كتابها الذي يحمل عنوان "خيارات صعبة" والذي عرضت فيه مجريات الأحداث التي اعترضت فترة تدبيرها لدبلوماسية الولايات المتحدة المؤثرة عبر بقاع العالم، خصوصا ما اقترن بتنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام، إذ أوردت كلِينتُون أنّ أمريكَا قد درست هذا المشروع وأحالته إلى التنفيذ، وقد كان منتظرا أن تقام هذه الدولة في سيناء المصريّة، وأن تلاقِي اعترافات واسعة بها من لدن دول كثيرة وكبرى فور إعلانها، حيث سردت هيلاري معطيات عن وقوف أمريكَا ورَاء "دَاعش"، خلال فترة إمساكها بحقيبة الخارجيّة. وتقرن كلنتون "فشل المخطّط" بقيام "الحراك المصريّ" الذي أسقط الرئيس السابق محمّد مرسِي، الذي أضاع كلّ شيء، وتشير كلينتون إلى تفكير أمريكا باستخدام القوّة، لكنّ الجيش المصري فطن لتحركات أمريكا بمياه البحر الأبيض المتوسط قبالة الإسكندريّة.. كما أنّ جودة عسكر مصر والالتفاف الشعبي حوله، جعلها تنسحب لمعاودة إستراتيجياتها".لقد اعترفت هيلارِي كلينتُون بتحركاتها الدولية "من أجل تمهيد الطريق أمام دولة "دَاعش"، والاعتراف بها فور إعلانها بمباركة 112 دولة، خاصّة من أُورُوبَّا وكيف أن الإخوان المسلمين كانوا مهيئِين لمساعدة أمريكا على ذلك من وسط دول كالكويت والسعودية والإمارات والبحرين وعُمَان.. وأنّ الغرض كان تقسيم المنطقة لما فيه مصالح أمريكا، لكنّ كلّ شيء كُسر أمام أنظارنا عندما ثار المصريون في الثلاثين من يونيو".إذا كان الإرهاب ظاهرة عالمية، فهل انتقاله إلى العراق أسهم في تعميم ثقافة العنف التي أصبحت ثقافة سائدة للمجتمع، أم إنه ظل ظاهرة معزولة عن المجتمع رغم تفشيه في ظروف الاحتلال، وما بعده من انقسام سياسي وانشطار ديني واحتراب مذهبي وإثني؟إن الإرهاب في العراق هو من صناعة الثالوث الأسود: (إسرائيل، أمريكا، إيران) وفق مقتضيات ورغبات مصالحه وقد ازداد هذا الهاجس حدّةً بعد العام 2003 معيدًا إنتاج دورات العنف والإرهاب لطبع الحياة السياسية العراقية كلّها، وزاد الأمر تعقيدًا بفتح الحدود على مصراعيها في إطار إستراتيجية واشنطن لاستدراج الإرهابيين إلى العراق، بحجة التمكّن من الإجهاز عليهم، وهو ما عظم انتشار الخلايا الإرهابية بشكل أوسع وقد التصق مصطلح الإرهاب في ذاكرة العراقيين بشكل خاص والعرب بشكل عام، عندما أضفى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، مسحة دينية على احتلاله للعراق، فتارة باسم "الحرب الصليبية" التي قيل عنها إنها زلّة لسان، وأخرى باسم "الفاشية الإسلامية"، وثالثة بمحاولات السخرية من الإسلام والمسلمين برسم صور كاريكاتيرية للرسول الكريم وإلصاق كل عمل إرهابي بهم، الأمر الذي شجّع القوى المتطرفة الداخلية لاعتبار كل ما هو "غربي" عنصريًا واستعلائيًا، في إطار رد فعل بخطيئة لمجابهة الخطيئة الأولى. (البقية في الجزء الثاني)