13 نوفمبر 2025
تسجيلنحنُ بحاجةٍ لتجديدِ الأفكارِ السائدةِ حولَ العلاقةِ بين الصالحِ العامِّ من جهةٍ، وتقديراتِنا الشخصيةِ لِـما يصلحُ لنا ذاتياً من جهةٍ ثانيةٍ، فازدهارُ الكرةِ القطريةِ وارتفاعُ مستواها الفنيِّ يَصبانِ في بَوتَقَـةِ الـمصالحِ الوطنيةِ العليا، ولسنا بغافلينَ عن كونِ الكرةِ أحدَ الوجوهِ الـمُشرقةِ التي تُطِـلُّ بلادُنا بها على العالَـمِ، ناقلةً إلى الآخرينَ صورةً حضاريةً رائعةً عنا. ومن هذا الـمُنْطَـلَقِ لا نجدُ إلا التَّوجُـهَ إلى الصحافةِ والإعلامِ القادرَيْـنِ على صُنْـعِ الفارقِ والتأثيرِ في تصحيحِ الـمَسارِ الاحترافيِّ بحيث يُحقِّـقُ الاحتراف أهدافَـهُ الـمَـرجوَّةِ. نستطيعُ لَـوْمَ اتحادِ القدمِ وإداراتِ الأنديةِ ووكلاء جَلْبِ اللاعبينَ، طويلاً، لكن ذلك سيظلُّ في إطارِ التَّمَـنِّياتِ وافتراضِ ما سيكونُ، أي أننا سنظلُّ ندورُ في حلقةٍ مُفرغةٍ لا نخرجُ منها. ولذلك ينبغي الحديثُ بوضوحٍ عن دورٍ فاعلٍ للإعلامِ الرياضيِّ. وهنا، لا نتحدث عن النَّقْلِ الخَبَريِّ وإنما عن ممارسةِ التأثيرِ السليمِ من خلال النَّقدِ والتحليلِ وإلقاء الضوءِ على سوء اختيارِ اللاعبين الـمحترفين الأجانبِ، وجوانبِ القصورِ في أداءِ وسلوكِ لاعبينا الـمحترفين الـمواطنين، وتوضيحِ الأسبابِ وطَـرْحِ الحلولِ الـمُمكنةِ. أما أنْ نظلَّ جالسين في أبراجِنا العاجيَّـةِ نُراعي علاقتنا بالوكيلِ الفلاني والإدارة الفلانية واللاعب الفلاني، فهذا لا يجوزُ ويجعلُ من مُمارَسَتِـنا لدورِنا عاملاً من عواملِ استفحالِ تراجعِ الـمستوى وزيادةِ التناقصِ في الرصيدِ الجماهيريِّ لكرةِ القدمِ.وكلاءُ جَلْـبِ اللاعبين ليسوا كأصحابِ مكاتبِ جَلْبِ الخَدمِ والعَـمالَـةِ غيرِ الـمُحترفةِ، ولكن بعضهم يُصرُّ على أنْ يكونَ كذلك. لأنهم فيما يُقَـدِّمونَـه للأنديةِ من لاعبينَ محترفينَ، لا يضعون أنفسَهم في صفِّها ولا يبالونَ بإسداءِ النصيحةِ الصادقةِ لها. وأيضاً، نجدُ في إداراتِ بعضِ الأنديةِ نوعاً من اللامُبالاةِ في تقييمِ ما يُقَـدَّمُ إليهم، وكأنَّ الأمرَ لا يعدوَ كونه شراءَ سلعةٍ، فلا نلاحظ دوراً للاعبينَ القدامى في الأنديةِ، على الأقلِّ، في عمليةِ اختيارِ الـمحترفين الأجانبِ، ولا نلمحُ أثراً لتقييمِ مدى إمكانيةِ اللاعبِ الأجنبيِّ الذي احترفَ في أنديةٍ أوروبيةٍ وأمريكيةٍ جنوبيةٍ على العطاءِ والاندماجِ في البيئةِ الكرويةِ الـمحليةِ. وتكون النتيجة خسارةً للمستوى الفني للأنديةِ والدوري والكرةِ القطريةِ، واستنزافاً للموازناتِ الـمُخصصةِ للأنديةِ.