12 نوفمبر 2025

تسجيل

ما كان .. وما سيكون!!

26 سبتمبر 2015

هل يتذكر الآن أي أحد، ممثلاً لبنانياً، كان نجم الدراما في حقبة الستينيات من القرن الماضي، كان اسمه "رشيد علامة" بقامته وبصوته، وعبر تليفزيون أرامكو، وفي تلك الليالي الهادئة في وطني الجميل، في تلك الفترة كان عدد من يملكون هذا الجهاز السحري أقل من القليل، وكان البعض يصنع الكراسي في بقعة من الأرض أو دكان صغير والمشاهدة عبر شرب المشروبات أو الشاي، أتذكر مثلاً "بابا حطاب" وقراءة في كتاب، وأيضاً المصارعة الحرة، وما أكثر رواد تلك المقاهي التي تملك الجهاز السحري، ولكن لماذا الآن وبعد أكثر من نصف قرن أتذكر "رشيد علامة" لأن هذا الفنان قدم العديد من الشخصيات واستحضرها من بطون كتب التراث ولعل أشهر تلك الكتب "الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني" وألف ليلة وليلة وغيرهما، كان استحضار تلك الشخوص، سواء كانت شخصيات حقيقية أو خرافية، أمراً مألوفاً، فعرفنا بعضاً من النماذج في إطار الشعراء، الجواري، المغنيات، وأصحاب مدرسة الطرب مثل زرياب، إبراهيم الموصلي، إسحاق الموصلي، إبراهيم بن المهدي، علية بنت المهدي، وأبو نواس وأبو العتاهية، وعريب المغنية وعشرات النماذج، بل إن البعض قد تعلق بالفنانات، سواء كانت المؤدية نور الهدى أو نزهة يونس أو غيرهن.الآن، لا يلعب هذا الصندوق السحري ذات الدور، ولكن الدراما لا تطرح إلاّ جانباً أحادياً، وتلجأ إلى الإطار الاجتماعي ونبش هش في ذاكرة الناس مع أن التاريخ العربي والإسلامي مليء بالنماذج الخالدة.أذكر مما أذكر أيضا تقديم عشرات النماذج في مجال العلوم والفكر مثل ابن سينا، الفارابي، وابن الهيثم، ونماذج من القادة والوزراء مثل جعفر البرمكي ويحيى بن الفضل والمفضل بن الربيع.كانت أيام، غذت ذاكرتنا في تلك الفترة بنماذج رائعة الآن تنجرف خلف الدراما التركية، ودوبلاج للدراما الهندية وقبلها الدراما المكسيكية، ولكن متى نعود وننبش مرة أخرى في ذاكرة الأمة، متى نطرح الإبداع العربي عبر الدراما، متى نشاهد إبداعات خليجية لإسماعيل فهد إسماعيل، عبدالله خليفة، عبدالعزيز المحمود، لولوة منصوري، جوخة الحارثي، مطيع دماج، عبده الخال، ومئات الأسماء من الجنسين، متى يتم طرح نماذج عاشت في بطون الكتب كل هذه القرون، لعل أحدهم يستفيد في عصر مغلف بأطروحات الآخر.. أو أطروحات تهمش الذاكرة.