07 نوفمبر 2025
تسجيلما أعظم شهر رمضان! شهر الانتصارات التي ما زال المسلمون يفاخرون بها. ولم تأت هذه الانتصارات إلا بعد أن تمسكوا بشرع الله القويم، وبكتابه الحكيم، وسنة رسوله الكريم. إن أول حلقة في سلسلة الانتصارات الرمضانية هي غزوة بدر الكبرى، التي وقعت بالقرب من ماء بدر، صبيحة يوم الجمعة 17 رمضان 2هـ، ورغم قلة عدد المسلمين مقابل المشركين إلا أن النصر كان حليفا للمسلمين. وقد قال الله تعالى في شأنها: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". آل عمران: 123. وبعد ستة أعوام من الانتصار الأول في بدر، كانت الحلقة الثانية وهي فتح مكة بقيادة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فبعد أن غدرت قريش، ونكثت العهد الذي أبرمته في صلح الحديبية بمساعدتها قبيلة بكر على قبيلة خزاعة حليفة المسلمين، كان لا بد من نجدة خزاعة وإذلال الشرك والمشركين في العام الذي سمي بعام الفتح، فقد سار النبي صلى الله عليه وسلم، على رأس جيش المسلمين إلى مكة منتصرا ومطهرا لبيت الله الحرام من الأوثان، ورفع بلال من فوق الكعبة نداء الحق: الله أكبر". وفي 8 رمضان 9 هـ كانت غزوة تبوك، وهناك أعلنت القبائل العربية خضوعها للمسلمين، واكتفى الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم بذلك وقد ترتب على تلك الموقعة اتساع رقعة الدولة الإسلامية. أما أبرز المعارك التي انتصر فيها المسلمون على الفرس فهي معركة القادسية على الضفة الغربية للفرات "التي وقعت في شعبان واستمرت إلى رمضان 16هـ، وكان قائد المسلمين سعد بن أبي وقاص وبلغ جيش المسلمين فيها نحو عشرة آلاف، وكان قائد الفرس رستم ويتكون جيشه من 120.000 مقاتل ومع ذلك فرّ رستم وعشرات الآلاف من جنوده إلى المدائن، وفاز المسلمون بالغنائم". وفي 2 رمضان 12هـ كانت الجيوش الإسلامية في شمال إفريقيا تواجه الروم من جهة والبربر من جهة أخرى وكانت زعيمة البربر تسمى الكاهنة، حيث لم يستطع القائد المسلم زهير بن قيس أن ينتصر عليها، حتى جاء الحسان بن النعمان فصمم على فتح جميع بلاد المغرب، إذْ انطلق والتقى بجيوش الكاهنة وهزمها وفي 9 رمضان 212هـ فتح المسلمون صقلية على يد القائد زياد بن الأغلب، حيث نزل المسلمون على شواطئها واستولوا عليها لينشروا الإسلام بها.