06 نوفمبر 2025
تسجيليقال في اللغة عن معنى الجهد بأنه: طاقة المرء وقيل المشقة والمثابرة وقيل بأنه كثرة الأعباء ولذلك جاء في الأثر النبوي الاستعاذة من جهد البلاء، إلا أن الإنسان في حياته لا يسير في منظومة ميسرة من الاعمال إنما ترقبه الكثير من التحديات والصعوبات التي قد تبلغ معه مرحلة الجهد والمشقة. وقد اهتم علماء الإدارة وبيئة الاعمال بهذا الأمر من خلال إبراز عدة مفاهيم منها (إدارة الإجهاد).ونستطيع في البداية أن نعرف الإجهاد في عالم بيئة الاعمال بأنه حالة من القلق أو التوتر النفسي الناجم عن وضع صعب. وهو استجابة بشرية طبيعية تدفعنا إلى مواجهة التحديات والتهديدات التي نمر بها في حياتنا. إلا أن الطريقة التي نستجيب بها للإجهاد تصنع فرقاً كبيراً في حالة الرفاه العام التي نعيشها. أما (إدارة الإجهاد) فمصطلح إداري حديث في بيئة الاعمال وتعني استخدام مجموعة من التقنيات والاستراتيجيات للتحكم في مستويات التوتر والإجهاد النفسي والبدني. فإدارة الإجهاد تعد مهمة للغاية في بيئة العمل نظرًا للتحديات الكبيرة التي يواجهها الموظفون والمديرون على حد سواء. فالإجهاد المستمر يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة معدل الغياب الوظيفي بالإضافة إلى التأثير السلبي على الصحة العامة والصحة المهنية. لذلك، فإن تبني الاستراتيجيات الفعالة والحلول الجديرة التي توصي بها إدارة الإجهاد يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الأفراد والمنظمات. والهدف من تطبيقها وحلولها هو تحسين صحة الأفراد ورفاهيتهم، وزيادة كفاءتهم وإنتاجيتهم في العمل وأيضاً الحياة الشخصية. ويمكن أن تشمل إدارة الإجهاد عدة أساليب منها:تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتنفس العميق، وتمارين الاسترخاء العضلي التدريجي وهذا مفيد جداً التدرب عليه، وكذلك إدارة الوقت بفعالية كبيرة ممكن أن تخفف حدة الإجهاد وإيقاف الاعمال غير الضرورية، وأيضا السعي للحصول على الدعم الاجتماعي من خلال التعبير والتحدث مع الآخرين كالأصدقاء والزملاء والمقربين كنوع من الفضفضة أحيانا والبحث عن حلول مرضية. وتذكر بعض الدراسات ان النظام الغذائي والسلوك الغذائي قد يكون له دور في زيادة أو انخفاض الإجهاد الإداري ومن المهم البحث عن دور للأطباء في هذه المسالة بالذات.إلا أن الإجهاد لا يكون دائما بالمعنى السلبي والأثر السلبي، فقد يكون له من الإيجابية الشيء الكبير، فتذكر إحدى الباحثات في مجال تطوير بيئة الاعمال عن دور الإجهاد الإداري في الدلالة على الاهتمام الجدير بالعمل وتحقيق الأداء المتميز وكيفية تحقيق الإجهاد لكثير من الأرقام المرضية والأداء الفعال في الاعمال، إلا أن التوصية توصي أيضا بأن لا يزيد الامر عن الحد المعقول من الاهتمام حتى لا ننتقل من مرحلة الإجهاد الاداري الى الاحتراق الوظيفي في بيئة العمل.