07 نوفمبر 2025
تسجيلكلنا نعرف أن الشياطين تصفد في رمضان ، وتفتح أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار وتتسابق فيه الهمم العالية إلى الطاعات ، وتسمو فيه النفوس وترتقي يوماً بعد يوم ، وذلك لأن العبادات والبعد عن المعاصي تغسل الأفئدة ، وتريح الأنفس المتعبة التي أثقلتها هموم الدنيا وأصدأتها الذنوب المتراكمة ، فيأتي هذا الشهر الفضيل ليغسلها ويزيل صدأها ويسمو بأصحابها.بالرغم من كل ذلك الجانب المضئ إلا أنه على الجانب الآخر هناك أشخاص لم يعرفوا حق المعرفة ماهي معاني الصيام السامية من إمتناع للجوارح عن إرتكاب الذنوب ومبطلات الصيام ، ومن كف للسان والجسد عن الوقوع بالآثام والأخطاء، فأصبحنا نرى وفي هذا الشهر الفضيل وقوع الكثير من حالات الطلاق والخلافات الزوجية الكبيرة ، ووقوع الكثير من الحوادث ، فكيف ذلك؟؟إن هؤلاء الأزواج بالطبع لم يدركوا المعاني الروحية السامية للصيام ، ولم يدركوا بالفعل ماهي فضائله ، وصامت أفواههم عن الطعام ولم تصم عن الكلام السيء ولم تصم عن الأخطاء ، فنرى بعض الأزواج يثور غضباً على أتفه الأسباب لأنه لايستطيع التدخين وقت الصيام ، فيتحين الفرصة ليثور ويغضب ويكيل لزوجته وأبنائه الصراخ والشتائم وربما أكثر من ذلك.والبعض يثور بمجرد سيطرة شعور الجوع عليه ، ويجعل من أقل قدر من مشاكل العمل أو زحام الشوارع أو ضجة الأطفال أو حتى طلبات الزوجة يجعل منها فتيلاً يشعل به نار غضبه ، وكل أولئك الأصناف بالطبع لم يعرفوا حقاً ماهو الصيام، ولو أدركوا حقاً فضائل هذا الشهر الكريم، وفضل ضبط النفس فيه ، و صوم القلوب والجوارح عن الأخطاء فيه لم يفعلوا ذلك، ولو أنهم عرفوا كيف يضاعف الله تعالى الأجور فيه لسعى كل منهم لمشاركة زوجته في أعبائها كما كان يفعل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، ولحث كل واحد زوجته وأبنائه على العبادات لأنه راع ومسؤول عن رعيته، ولكانت قد هدأت نفوسهم وتهذبت أخلاقهم وإرتقت هممهم لأن الصيام بمعانيه العميقة والروحية هو شهر النقاء والراحة والسكينة.