07 نوفمبر 2025
تسجيلفخامة الرئيس المصري محمد مرسي.. ربما لا يجوز لمواطنة عربية أن ترفع إليك برسالة تشاركك بها عيون أخرى تستنكر ما سأقوله أو توافق فهذا لا يهمني بقدر ما تهمني (مصر)!.. وأرجو ألا تستغرب هذا الاهتمام من مواطنة لا تمت بأي صلة في الجنسية أو القرابة أو نسب أو قرب جغرافي من (مصركم) لكني أؤكد لكم يا سيادة الرئيس بأنني (مصرية) حتى العمق!.. مصرية حتى الجد الثلاثين من سلالتنا العربية المسلمة التي تثبت أنني أشارك المصريين دينهم وعروبتهم ودمهم وهويتهم وتاريخهم وإن لا مناص من التهرّب من ذلك كله سواء مني أو منهم!.. انتهينا! سيدي الرئيس.. منذ زمن لم يتملكني احترام لشخص (مبارك) لأناديه بهذا النداء الذي ابتدرت به خطابك لأمة مصر بقولك (أنا رئيس مصر) ونحسبك كذلك وليس ما آل إليه سلفك الذي بادلته مكانك في عام 2006 حينما سكنت السجون وسكن هو القصر والآن ينازع لحظاته الأخيرة المحتارة أين تلفظ أنفاسها المتبقّية هل في سجن مظلم لا يصله شعاع نور صغير أو على سرير أبيض لا يملك عليه حتى قضاء حاجته دون مساعدة أحدهم له؟! واللهم لا تجعلنا من الشامتين الذين ينكرون نعمك ويظنون بأن تغير الحال من سابع المحال!.. ولكنه القدر الذي لا نملك أن نتصرّف به وهو الذي جعلك اليوم رئيساً لشعب ثار على واقعه وخلع (البردعة) التي ألبسها له مبارك منذ ثلاثة عقود كان يمكن لمصر فيها أن تكون مرفهة غنية بمواردها كما هي غنية بتاريخها ولكن، ويا الله كم يقف حرف الاستدارك هذا عثرة أمام استرسالي في الحديث، احتلّ الفقر الدور وسكن النفوس، ثم أتيت أنت وكلت الوعود مثل بتلات الورود ونثرتها على الشعب قائلاً: (رفاهيتكم علي وكلو من خير بلدكو)!.. ووقف الشعب يقبّل صورتك وكأنك الخارج من العدم لتنصرهم وتغنيهم بعد الله من خير بلدهم.. مصر العظيمة.. ويهتف الشعب اختار مرسي للكرسي!.. وانتصبت بكبرياء الإخوان المسلمين وخطبت بـ (شعبك) تقول: (أيها المصريون.. مسلمون ومسيحيون.. أغلقوا ملفات الخصام ولنلتف حول بعضنا البعض لسد أبواب الفتنة وقولوا.. الله )!.. وقلناها معكم يا مصريون الله ثم الله ثم الله!. سيادة الرئيس.. مصر.. نعم أنا من أوصيك بمصر خيراً.. أوصيك بالقاهرة والإسكندرية وأسوان ودمياط والشرقية والغربية والاسماعيلية والسويس والفيوم ومرسى مطروح وكفر الشيخ والمنوفية وسيناء والجيزة وغيرها وغيرها أوصيك بهم خيراً.. ولستُ أنا من يوصيك وقد أوصى أكثر من ثلاثة عشر مليون ناخب مصري على مستقبلهم ووضعوه بين يديك التي فتحتها لهم مرحباً وأخشى ما أخشاه أن تكون نفس اليد التي يمكن أن تردهم خائبين يوماً ما!.. فاحذر يا سيدي فميدان التحرير عرف لغة الثورات وبات سكناً لمن يفتقد الدار وأصبحت السماء لحافه وسقفه الآمن!. محمد مرسي.. أخاطبك الآن لأنك مواطن مصري شعرت بالظلم والقهر وكذلك شعر به المصريون الذين يمثّلون الرعية التي تحكمها.. لا تظلم ولا تولّي من يظلم.. فالذين تتبّعوا خطابك حيث جريت الفاعل ونصبت المجرور لم يغفلوا عن التنويه بأن المهم هو ألا تجر مظلوماً إلى السجن أو تنصب ظالماً وزيراً!.. واعمل للداخل قبل الخارج.. فمصر لم تكن عظيمة لأن الآخرين هم من صنعوها ولكنها ولدت عظيمة من رحم عظيم وعليك أن تكون بعظمة مصر وشعب مصر.. مرسي.. هنيئاً لك مصر حتى تثبت عملك فنبارك لمصر قدوم مرسي! فاصلة أخيرة: كنا صغاراً حينما كنا نغني (يا بنات يا بنات.. ع الست نجاة.. أبوها مرسي.. قاعد ع الكرسي).. هذا هو بالفعل.. مرسي قاعد ع الكرسي!..