05 نوفمبر 2025
تسجيلالعالم الافتراضي ومجالاته المتعددة أصبح الشغل الهام في حياة الإنسان بسلبياته وإيجابياته ويعتمد على الوعي الفكري المتزن في كيفية استخدامه، يتداول فيه ما هب ودب، ونافخ الكير وحامل المسك، والواقع والخيال والضار والنافع، والخصوص والعموم، ليدق لنا ناقوس الخطر من موقع «السناب شات» الذي أصبح مأوى ومرتعا لفئة شبابية يطلق عليهم «الفاشنستات» لتصبح ظاهرة مجتمعية متداولة خاصة لمن تجاوز قوانين الخلق والسلوك وضرب بهما عرض الحائط، ومع ذلك أكثرهم شهرة وقبولا، وأكثرهم دخلا ورواجا، وقاعدة جماهيرية. نشاهدهم في المعارض التجارية بدعوات خاصة من منظمي المعارض أو التجار والشركات، كحملة إعلانية لعرض المنتجات والمعروضات للجذب والدعاية، يتهافت عليهم المترددون، يلتفون حولهم، يخال الناظر وكأنه أمام مفكر أو عالم أو مخترع، تتناقل صورهم من موقع إلى آخر يتباهون بالتصوير معهم. تدار حولهم القصص والحكايات الخاصة والأسرية، وغسيل الأموال نتيجة الربح السريع، ويقتدي بأشكالهم المبهرة المليئة بالأصباغ، والتعديلات والنفخ والنحت ولباسهم وزينتهم الأجيال الشبابية، حين يشاهدون حياة البذخ والثراء الفاحش والشهرة دون عناء وتعب، يسيرون في اتجاههم، ولو على حساب القيم والمبادئ، في زمن مع الأسف ندر فيه القدوة الصالحة والواعية والموجهة والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر. …. انتشرت سريعًا كانتشار النار في الهشيم، من كلا الجنسين مع انتشار العالم الافتراضي وسهولته في التواصل والاحترافية في كيفية التغيير والفبركة والفلترة، ووجدوا الدخول في هذا العالم الافتراضي مبتغاهم من الربح السريع والشهرة السريعة، ما يحصلون عليه في اليوم أضعاف ما يعادل راتب الموظف لعام واحد، يتفنن في حركاتهن وتغيير وجوههن وتنوع زينتهن بما يجذب الآلاف من المتابعين ليصبحن لهم قدوة ولتجار المعارض وسيلة دون احترام الذوق العام، وللمترددين والمهتمين لهفة، خاصة ما يتعلق بالمعارض النسائية التجارية الخاصة بالعطورات والأزياء والمجوهرات والماركات، والتي ألفناها سنويا بدعوات خاصة لا تخلو من وجود المشاهير من الفاشنستات يستعرضن بأسلوبهن وحركاتهن المنتج وترويجه مقابل مكافآت مالية سخية ناهيك عن الهدايا والمكافآت. ويبقى السؤال ماذا يقدم أمثال هؤلاء للمجتمع والذي بدأ التنافس بينهم يشق طريقه على صفحات «السناب شات»، في مشاهد لا تليق مع عاداتنا وأخلاقياتنا وقيمنا، وما هو الثراء الثقافي والمقومات الفكرية التي تمتلكها تلك الفئة إلا السطحية والهشاشة العقلية والفراغ النفسي، والمقومات والملامح الجسدية، وجدوا ضالتهم في المتابعين، والإعلام المرئي الذي يستضيفهم ويصنع منهم نجومًا ورموزًا دون الوعي بأنهم يشكلون خطورة في التأثير على الأجيال القادمة في خلق عقل فارغ وهش، إذا لم يكن هناك متابعة وتحذير واستيعاب من انتشار تلك الخطورة وتمكنها في العقلية الشبابية القادمة..