12 نوفمبر 2025

تسجيل

المذيع الموهوب (1)

26 مايو 2017

في حديث طويل حول الإعلام مع زميل مخضرم، كان مسؤولاً في أحد تلفزيونات المنطقة، روى لي خلاله قصة ظريفة ومؤلمة في ذات الآن. يقول: لقد تم الإعلان عن طلب سائقين لإحدى المحطات التلفزيونية، وخلال المقابلة مع المسؤول المختص عن التوظيف، قال أحد المتقدمين لوظيفة سائق: "إذا لم أنجح في هذه المقابلة، أريد أن أكون مذيعاً؟" ضحكنا معاً على تلك القصة، لكننا واصلنا الحديث، كون الزميل أحد المذيعين المشهورين في المنطقة. واستطردنا في الحديث حول وظيفة المذيع الموهوب! مؤهلاته، ثقافته، لباقته! وعَقدنا عدة مقارنات بين جيل مذيعي السابق والجيل الحالي!. وكيف أن الجيل السابق كانت تُفرض عليه شروط قاسية عند التقدم لوظيفة مذيع! بل قد يظل شهوراً يتدرب قبل أن يقرأ افتتاح المحطة (مشاهدينا الأعزاء نحييكم من تلفزيون... وخير ما نبدأ به القرآن الكريم)، يظل هذا المذيع يرددها لأكثر من ستة شهور، حتى تسنح له الفرصة لأن يقدم برنامجاً، أو إن أثبت نجاحاً يصل إلى موجز الأنباء، ثم النشرة الإخبارية.. وكان شرط إجادة اللغة العربية من أهم الشروط الواجب توافرها في المتقدم لوظيفة ( مذيع)! إضافة إلى الشروط الأخرى المتمثلة في حسن استواء الوجه، أي ليست به تشوهات خَلقية، جودة الصوت وسلامة الألفاظ، الثقافة العامة، التمكن من التعامل مع الكاميرا، خصوصاً الاتصال بالعينين (Eye Contact) والتي للأسف يجهلها كثيرون.إضافة إلى التدريب في مرحلة ما بعد المقابلة على تقنيات المقابلة، كيف التعامل مع الضيف شحيح الكلام وذاك كثير الكلام!؟ وطريقة إعداد البرنامج التلفزيوني، والذي يعتمد على الصورة أكثر من الصوت، غير الذي نشاهده هذه الأيام من الاعتماد الجم والواضح على برامج الحوار، التي لا تكلف المُعد سوى الاتصال بالضيف وكتابة الأسئلة، ولا تكلف المذيع إلا قراءة الأسئلة !؟ أي أن المذيع المُعد – في حالات كثيرة - لا يعرف ماذا يوجد في المكتبة، ما الذي وصل عبر الأقمار الصناعية؟ ما هي المواد الجديدة التي اشتراها التلفزيون؟ ما هي المشاريع المزمع افتتاحها خلال الأسبوع.. وغيرها مما يُشكل ثقافة المذيع التلفزيونية.