12 نوفمبر 2025

تسجيل

قبل والآن

26 أبريل 2011

تذكرون غزة؟؟ تذكرون قتلى الأطفال والنساء والشباب والشيوخ؟؟ هل تتذكرون غزة وهي تحترق وليلها يتحول بفعل الغارات الإسرائيلية الغادرة إلى نهار يمحو النجوم؟؟ من قال يتذكر فهو بالطبع يتذكر الآن في هذه اللحظة، وبمجرد انشغاله باتصال هاتفي يقطع عليه قراءة هذا المقال، سينسى غزة بل وسينسى تكملة قراءة ما بقي من المقال!!..هذا هو الواقع..غزة راحت ومضت.. ودماء أطفال غزة لم تسل إلا لتنشف.. وصيحات النساء لم تعلو إلا ليصيبها الخرس.. والدور المهدمة غدا بنيانها وتعميرها مثل قيام دولتهم التي لن تقوم حتى قيام القيامة!!.. وحينما وقعت مجزرة غزة الكل بكى وذرف الدموع، ومن يذكرها الآن سيتجهم وجهه ويتعوذ من إبليس اللعين من هذه الذكرى السيئة!!.. أين الذين كانوا يهتفون لبيك ِ لبيك ِ غزة إننا قادمون؟!..أين الذين أنعشوا تجارة المناديل الورقية من شدة وكثرة البكاء على ما يجري في غزة وعابوا على العرب سكوتهم وصمتهم المخزي؟!..أين مليارات غزة التي وهبتها الدول والشعوب لإعمارها ومد أوردتها بالحياة والمرافق الحيوية؟!!..أين صراخ الشوارع العربية الذي كان يواصل النهار بالليل وعناقيد الغضب تتفجر من تحته؟!!..أين الذين كانوا يقولون: لن ننسى ما جرى يا إسرائيل وستظل غزة في قلوبنا.. والحقيقة انها كانت في الأمعاء الغليظة تسبب لصاحبها مغصاً قوياً فلا يملك سوى الهرولة إلى دورة المياه طلباً للراحة الفورية!!.. أين الذين كانوا يتابعون بلهفة القنوات الإخبارية للوقوف على آخر أخبار المجزرة ويصرخون بمن حولهم أن يخرسوا ليسمعوا ويشاهدوا ما تعجز هذه السطور عن وصف بشاعته؟..أين هؤلاء الآن؟ بالطبع لم يبق احد يذكر غزة لأنها في الأول والنهاية هي (غزة) أشبه بغزة سكين أو دبوس او حتى إبرة ومن يمكنه أن يشكو من آلام هذه الأسباب إلا في وقتها فقط؟!!..أليست هذه هي الحقيقة ياسادة؟!. اليوم تضحك إسرائيل نفس الضحكة التي تطلقها في كل مرة تقتل فيها شعب فلسطين وتعمل على إبادتهم ثم تسمع ضجيج الشوارع العربية من المشرق إلى المغرب وهو يصرخ احتجاجاً وتنديداً وشجباً واستنكاراً ورفضاً فتقول: دعوهم.. غداً سيخرسون، وقبل شمس بعد غد سيغطون في نوم عميق، ونحن نحتاج لهذا الصراخ حيناً لتظهر قيمة الأرض التي نحتلها رغم مزاعم العرب إنها عربية المولد وإسرائيلية النشأة بالطبع!!..اليوم يتجاهل العرب كيف اعتدت إسرائيل على شعب وأرض غزة لأن الاهم هو إمكانية قيام دولتين وكفى الله العرب شر نبش الماضي وعفا الله عما سلف، ونحن إخوان وحبايب.. ومثلما كان الدم الفلسطيني يسيل ويصل للركب فإن (خدوش) الإسرائيليين كانت تتطلب (مطهراً للجروح) وآهات تعذب أسماعنا.. بالله عليكم لا تذكروننا!!..الدولتان اللتان يسعى عباس وأعوانه من العرب — حفظهم الله — إلى إقامتهما وإحلالهما ليتعايش الشعبان (الشقيقان) وتخرج دولة (إسراطين) إلى النور وننعم بالأمن والأمان والطمأنينة والسلام..عباس الذي يحاول اليوم أن يستميل واشنطن ويخطب ود أوباما عبر تأييده لأقوال الرئيس الأميركي في تصريحاته الأخيرة التي تؤكد انه لا مجال للسلام إلا بالدولتين الإسرائيلية أولا والفلسطينية لاحقاً!!.. أما الحديث عن مجزرة غزة وما حدث ويحدث فيها من مآس لايزال سرادق العزاء يئن من البكاء عليها وفقد الأب والابن والأم والابنة، فهي ذكرى سيئة يحاول عباقرة السلطة تجاوزها ومحو الذاكرة الفلسطينية منها، مثلها مثل الذي مضى وما هو ماضٍ وما سيأتي وسيمضي!!. الآن كل ماهو مطلوب من الجميع الذي تعهد بإيصال المساعدات المالية المهولة التي تعد بالملايين أن يقول لنا كيف هي النصرة اليوم لشعب غزة؟؟ كيف ستجددون الآمال باستبدال الشموع بالمصابيح والبيوت المهدمة بالقصور العارمة بكل وسائل الترفيه والمتعة وكيف أصبحت المدارس تزهر بالكتب والكراسي والطاولات والتلاميذ المصطفين بثياب زاهية نظيفة؟!!.. أين المال العربي الذي فتحتم صناديقكم لتعبئته وجمعه ومع ذلك فغزة تعيش الظلام والحرمان والموت والهوان حتى الآن لأنكم نسيتم صاحب هذا المال المستحق؟!..نسيتم أن هناك قطاعا يقف وراء معبر رفح ينتظر الغذاء والدواء وأن لنا (إخوة) يملكون مفتاح هذا المعبر بعد أن كانت حكومتهم سبباً لدوام مأساة غزة.. وهذه هي الحقيقة في ان الكلام كان سهلاً جداً ومن يسهل عليه الكلام يسهل عليه العتاب.. وهكذا دواليك دواليك فيظل الكلام كلاماً ولا يقوى أن يكبر فيصبح فعلاً.. فما ضيع غزة كان الكلام ولاشئ غيره.. المطلوب الآن هو أن نعرف من الذي لا يزال يتذكر غزة ومن باع وكم قبض ومتى سيكون الإعمار أو الدمار -لا فرق- فالكلام عن الإعمار والفعل في الدمار وكلاهما الآن غزة!!.. مبارك علينا ثوراتنا المجيدة!. فاصلة أخيرة: يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذرُ مالي يد فيما جرى فالأمر ما أمروا وأنا ضعيف ليس لي أثرُ عار ٌعلي السمعُ والبصرُ وأنا بسيف الحرف أنتحرُ وأنا اللهيب وقادتي المطرُ!! "أحمد مطر"