08 نوفمبر 2025

تسجيل

الفيروس لا يزال بيننا !

26 يناير 2021

بت لا أعرف مدى الاستهتار الذي وصل له البعض في عدم التقيد بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات في الأماكن التي تتطلب كل هذه الإجراءات المفروضة على كل شخص يعيش على أرض قطر!. وأعجب حقيقة من كمية الذين يحالون إلى النيابة والقضاء جراء هذا الاستهتار، وأي دافع يجعلهم يستمرون في اللامبالاة، لا سيما ونحن نستقبل موجات وسلالات جديدة من هذا الفيروس، الذي قضى على حياة أكثر من مليوني شخص في العالم حتى الآن!، وأعجب أكثر من الأسباب الواهية التي زُرعت في مخيلة هؤلاء أن اللقاح الذي تم إعطاؤه لبعض الفئات المحددة يمكن أن يكون الحل السحري لوقف الإصابة أو عدم العدوى منه!. فقد بات المئات من هؤلاء مادة غنية في الأخبار المحلية بإحالتهم ومقاضاتهم لعدم هذا الالتزام بلبس الكمام، رغم أننا ما زلنا في طور الإغلاق للمرحلة الخامسة التي لم تُفتح كاملة بعد ومع هذا يأتي هؤلاء تحت ذريعة عدم الاهتمام ليصبحوا في النهاية أشخاصا يحملون صفة المجرمين، بتهمة نشر أمراض معدية في المجتمع، فهل هذا جزاء إحسان جهود الدولة التي استطاعت منذ تفشي كوفيد 19 في البلاد إلى وضع خطط ومراحل وإجراءات احترازية مهمة، لوقف انتشار هذا الفيروس، واستطعنا بفضل من الله أولا ثم بفضل هذه الجهود أن نتغلب على شراسة انتشاره، ووضع عدة مراحل جزئية للانفتاح والعودة شيئا فشيئا للحياة الطبيعية، التي لا يمكن أن نصل لها إلا بعد مرور عام 2021 إن صح التعبير، وأثبتت اللقاحات التي تُعطى اليوم فاعليتها الكاملة على جميع فئات البشر، وأن انحسار هذا الفيروس ما هو إلا مسؤوليتنا نحن الكاملة، قبل أن تكون مسؤولية الدولة والمؤسسات المعنية، التي تسعى بالوقت والجهد والمال والتفكير والحرص والاهتمام إلى تجنيب الشعب مصاب هذا الفيروس، الذي يجب أن نوقن أنه قاتل على فئات معينة قد يكون أحدنا ناقله إليهم، وقد لا يؤثر بالأصحاء فكم عزيز مات من جراء هذا الاستهتار الذي لم يراع التباعد ولا الكمامات ولا الخروج إلا للضرورة القصوى، والأعداد في قطر وإن كانت لا تزال طفيفة في أعداد الوفيات إلا أننا يجب أن نقارن هذه النسبة بأعداد السكان، وهنا يمكن أن يحل الفارق كبيرا إذا ما ظل التساهل والتهاون طريقنا اليوم بعد شعورنا أن الأمور تسير في طريقها الصحيح وأنها يمكن أن تعيدنا إلى المربع الأول، الذي كانت أعداد الحالات المصابة فيه لا تتجاوز العشرات، حتى وصل بنا الحال يوما إلى تجاوز آلاف الإصابات قبل ان تتضاءل هذه الأعداد ونتجاوز قمة الذروة بحمد الله. إنني أرجو من مقالي هذا أن يؤمن الجميع أن الفيروس لا يزال ينتج سلالاته الجديدة، وما كنا نأمن له في البداية أننا لن نصل له داخل المجتمع وصلنا له، وتجاوزنا أعدادا مخيفة كانت، ومات لنا أحبة وأصدقاء، واللقاح لا يعني نهاية الأمر، إذ لا يزال في مراحل انتشاره الأولى، ولذا يجب أن نكافئ الدولة على جهودها بالالتزام الذي يحافظ على معايير السلامة المجتمعية لدينا، ويقدر هذه الجهود العظيمة التي توفي على إثرها من الكوادر الطبية والطواقم الفنية من كانوا أعزاء أيضا على عوائلهم واصدقائهم، وألا نكون أنانيين بهذا الشكل في اللامبالاة التي تحولنا في يوم وليلة إلى مجرمين يحالون إلى القضاء، فيقول فيهم كلمته الأخيرة التي لا ينفع بعدها أي ندم ولا تحسر وقهر!. @[email protected] @ebtesam777