10 نوفمبر 2025
تسجيلتقف جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية موقفا حاسما في مواجهة تدخل إيران في الشؤون الداخلية لكثير من الدول العربية، وقد أعلنت جزر القمر تضامنها مع المملكة العربية السعودية في جميع الإجراءات التي اتخذتها حماية لأراضيها وسيادتها، وأيدت التحالف العربي لنصرة السلطة الشرعية في اليمن التي بغى عليها البغاة (صالح ــ والحوثي)، كما أنها تؤيد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه، وإقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.(2) انضمت جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية إلى جامعة الدول العربية في عام 1993، وهى دولة جزرية تقع في المحيط الهندي وتبلغ مساحتها 2170 كلم مربع وسكانها 800 ألف نسمة. وهي على مقربة من موزنبيق، وتنزانيا، والسيشل، ومدغشقر.لها لغات رسمية ثلاث العربية والفرنسية والقمرية. لم تخف حكومة جزر القمر الاتحادية الإسلامية تضامنها المطلق مع المملكة العربية السعودية وبمجرد علمها عن اعتداء جمهور من الإيرانيين على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد وإعلان المملكة قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران احتجاجا على ذلك العدوان، تضامنت حكومة جزر القمر مع السعودية فأعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.رغم التغلغل الإيراني في جزر القمر بهدف تشييع مواطنيها مستغلة ظروف البلاد الاقتصادية وانتشار الأمية والفقر بين المواطنين القمريين. إن إيران تستهدف الطلاب القمريين الذين يدرسون في مدغشقر وكينيا وتعمل على تشييعهم من خلال سفاراتها في تلك الدول. وللتسريع في عملية التشييع فإنها تمنح طلاب جزر القمر منحا دراسية للجنسين. في كينيا يقوم (معهد الرسول الأكرم) الذي أسسه الإيرانيون لاستقطاب طلاب أفارقة ومنهم طلاب جزر القمر مستغلة حاجتهم المالية.في فبراير عام 2009 زار الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد جزر القمر ضمن جولة إفريقية، وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التعليم المهني، والاستثمار وتقديم مساعدات لجزر القمر. وعلى ذلك تم افتتاح سفارة في طهران وتبرعت الحكومة الإيرانية بتحمل كامل نفقات السفارة في طهران، و في 2008 زار رئيس ما تسمى (لجنة إمداد الإمام الخميني) حسين أنواري جزر القمر أكثر من سبع مرات للوقوف على سير الأعمال والمشاريع الإيرانية في البلاد. (الراصد /بخاري مراد موسى). لقد أسست إيران مركزا طبيا تابعا للهلال الأحمر الإيراني، وكذلك مركز (التبيان الثقافي) في العاصمة تابعا للسفارة الإيرانية في تنزانيا لتعليم اللغة الفارسية، ومعهد الحقوق والعلوم الإسلامية تابع لمركز التبيان أيضاً ويمنح شهادة في تخصصات مختلفة. وأسست معهد تعليم مهني يعلم (النجارة والخياطة والكهرباء، وينظم دورات تدريبية للحاسوب) كما تم إلحاق 15 متدربا قمريا بالمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، وكفلت 256 طالبا قمريا في مدغشقر بتأمين معيشتهم وسكنهم ومصاريفهم الدراسية وبعض الخدمات الاجتماعية الأخرى، علما بأنه يوجد في مدغشقر ما يقارب 3000 طالب وطالبة قمريين.(3) لا جدال في أن هناك مقاومة للنفوذ الإيراني في جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية ورفضا لكل أعمال التشييع سواء عن طريق المعاهد أو المساجد (حسينيات)، في عام 2007 عقد اجتماع حضره ستون من علماء أهل السنة والجماعة ومن بينهم قاضي قضاة العاصمة موروني الشيخ سعيد محمد جيلاني، ودعوا في بيان لهم بحظر ممارسة الطقوس الشيعية في كافة أراضي جمهورية جزر القمر الإسلامية، وفي يناير 2009 عقد العلماء والأعيان والخطباء اجتماعا بدعوة من وزير العدل والشؤون الإسلامية في حكومة جزر القمر لتدارس النشاط الشيعي في البلاد والسبل المتاحة لوقف ذلك الخطر المحدق. وفي عام 2008 سن البرلمان القمري قانونا باسم (قانون تنظيم الممارسات الدينية في جزر القمر) جاء فيه نص يؤكد (أن مذهب أهل السنة والجماعة وتحت مذهب الإمام الشافعي رحمه الله هو المرجع الديني الرسمي والوحيد الذي يعتبر من الدولة، ويحظر جميع الممارسات الدينية التي تخالف مذهب أهل السنة والجماعة) وقد تم التصديق على هذا القانون من قبل رئيس الجمهورية في 8 / يناير / 2013.(4) بعد هذا العرض المقتبس من وثائق لا يدخلها الشك، أتساءل ماذا عملت الحكومات العربية وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي والجامعات الإسلامية لإخوانهم أهل السنة والجماعة المستهدفين من قبل إيران في معتقداتهم وأوطانهم.؟ وصلني مجموعة رسائل من قمريين في يناير الحالي وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين جزر القمر وإيران تضامنا مع المملكة العربية والسعودية تقول تلك الرسائل في مجملها أنقذونا يا إخواننا العرب، أغلقت المؤسسات والمعاهد والمستوصفات التي ترعاها إيران في جزر القمر وأن المنح الدراسية التي تمنح للطلاب في طريقها إلى الإلغاء من قبل إيران عقابا لموقف حكومة جزر القمر لقطع علاقتها الدبلوماسية تضامنا مع العرب، فماذا أنتم يا إخواننا العرب فاعلون؟ هل يمكن لدول التحالف العربي الذي وقفنا معهم بالتضامن والتأييد أن يملأوا الفراغ وسد حاجتنا عن إيران؟ أخر القول: رسائل تصلنا عن حالهم في جزر القمر تقطع القلب فهل تسارع دول مجلس التعاون بتحمل تكاليف تلك المؤسسات التي كانت ترعاها إيران بعد قطع العلاقات معها تضامنا معنا؟ أتمنى ذلك.