03 نوفمبر 2025

تسجيل

رحيل الملك عبد الله نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى

26 يناير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن لم تكن للملك الراحل من بصماتٍ، فحسبه أنه مهد الطريق لتأخذ المرأة السعودية مكانتها التي تستحقها، سواء كان ذلك في مجلس الشورى أو في المجالس البلدية. الآن تقف المملكة ومعها الأمة على أبواب مرحلة جديدة قد تختلف عن سابقتها في التعاطي السياسي مع أزمات المنطقة. الأسبوع الماضي وجهت الحكومة الإيرانية دعوة إلى الحكومة السعودية بضرورة الجلوس للحوار الأخوي حول الملفات الخليجية، ولاسيَّما الأمن الخليجي، بشفافية وانفتاحية ومن غير أي شروط مسبقة، لاعتبار أن أمن الخليج هو فقط مسؤولية البلدان الواقعة على ضفتيه، خاصةً بعد انخفاض منسوب الوجود العسكري الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان، في ضوء الفلسفة الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية بالاهتمام بآسيا. السبب كما يبدو هو لأن كلفة الاستمرار البشرية والمادية الأمريكية والغربية بالشرق الأوسط والعالم العربي أعلى بكثير من أي عوائد يمكن أن تُجنى.(إيران) دولة جارَة بحكم عوامل الجغرافيا والتاريخ لدول الخليج العربية وهي، أي نعم، يمكن أن تكون خصماً لوجود اختلافات يُحتمل أن ترقى أحياناً إلى خلافات وهي اختلافات طبيعية باختلاف المصالح، بَيْدَ أنَّ من المبالغة اعتبارها عدوا. إننا نرى أنه من الخطأ النظر إلى كل أو أي دعوة إيرانية للحوار على أنها تدْخُل في مبدأ (التُّقية) عند الشيعة أو النظر إليها من خلال (ولاية الفقيه) لِتنسَ الحكومات الخليجية الاختلافات المذهبية مع جارتهم الجيوإستراتيجية بأن يتم التعامل معها من منطلق المصالح كما تفعل مع الدول غير الإسلامية، كأمريكا وأوروبا وآسيا، وهي دول علمانية أو نصرانية أو يهودية أو بوذية أو هندوسية. إنها فرصة تاريخية سانحة الآن للتجاوب مع الدعوة الإيرانية لخلو المنطقة من وجود فعلي لقوى أوروبية أو أمريكية أو أجنبية أخرى وقبل أن تجد فرنسا موطئ قدم لها، خاصة بعد أحداث (شارلي إبدو) والمتجر اليهودي وتسيير فرنسا لحاملة طائراتها (شارل ديجول) صوب المنطقة. كثيرون يحللون ما وقع في (باريس) بأنه تدبير صهيوني لدفع فرنسا للمنطقة لشعور إسرائيل بخلوها من أي قوة موالية لها بعد الانسحاب الأمريكي. ربما أن تأخر التجاوب السعودي مع الدعوة الإيرانية راجع إلى وفاة الملك عبد الله الأسبوع الماضي وما سبقه من ترتيبات في قصر الحكم الملكي في الرياض، قادها الملك سلمان الذي خلف أخاه الراحل في الحكم. (ديفيد هيرست) محرر "عين الشرق الأوسط" يقول في الجريدة (الآلية) الإلكترونية (هافينجتون بوست): إن الملك الجديد سلمان قد قاد انقلابا عسكريا بكل معنى الكلمة أطاح بأنصار الثورة المضادة في مصر بإقصاء (خالد بن عبد العزيز التويجري) من مناصبه كافةً وأهمها رئاسته للديوان الملكي وكونه السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وإبعاد الأمير متعب نجل الملك الراحل والأمير بندر بن سلطان الذين كان يُنظر إليهم أنهم كانوا وراء دعم انقلاب السيسي، سياسيا وماليا، على الشرعية المنتخبة المصرية.يبدو أن السعودية داخلة إلى مرحلة سياسية أكثر ميلاً إلى دعم محور الممانعة وتخفيض إنتاج النفط لرفع الأسعار والتخلي عن محور مناصرة الثورات المضادة. وعليه، نتوقع أو نأمل أن تتجاوب السعودية الجديدة مع الدعوة الإيرانية ونأمل بالمثل أن تقدم إيران ضماناتٍ أكيدةً تجعل السعوديين وغيرهم في المنطقة يثقون في تعهداتها لهم بالتعاون والتنسيق لما فيه حماية مصالح الجميع والنأي بالمنطقة عن الصراعات الدولية التي لم يستفِد منها سوى إسرائيل ولن يستفيد منها أحد سوى إسرائيل نفسها، التي هي كانت وستبقى العدو الأول والأوحد للعالم العربي ولقواه الحية في الشرق الأوسط.