16 نوفمبر 2025

تسجيل

المثبطون على الخط

26 يناير 2015

هذا حالهم وخط سيرهم، وهذا الذي درجوا عليه مع غيرهم ومع أنفسهم.. تثبيط يأتي بعده تثبيط، وطي الأشرعة إذا رأوها ممتدة، لا يعجبهم العجب في كل شيء، فلا تكاد تجلس في مجلس إلاّ وتخرج سيوف المثبطين من أغمادها ليشهروها عليك لا ليؤذوك بها وإنما ليقطعوا همتك وسعيك للإنجاز. تثبيط من عزم المدير في المؤسسة، ومن رئيس القسم، ومن الموظف، ويقللون من شأن كل فكرة ويقتلون كل مبادرة ويدفنون كل مشاركة، أو يعطلون المضي نحو التغيير والتطوير في العمل المؤسسي الإداري، فإذا هو يأتيك بالتثبيط السريع ليحملك عليه ويقنعك بأنك لا تستطيع ولا غيرك فعل التغيير والتطوير والتحسين والجودة في الأداء والأعمال، فتجدهم على كل طريق واقفين وينتظرون.يتداولون الأفكار السلبية في مؤسساتهم ويتعاطون المشكلات في حركة أعمالهم وهم جزء من المشكلة، ويبحثون عن الأعذار، والاعتراض الدائم على كل شيء، ويرسلون الإيحاءات المثبطة. فالتثبيط هو إضعاف الهمم والتشكيك في القدرات وعدم الاستطاعة على الإنجاز. فقد تُركن أو تُحطم أو تُقتل أو تُدفن أو تموت الطاقات والأفكار والمبادرات، كل هذا بسبب المثبطين الذين هم شرارة التثبيط ووقودها، فأكثر المثبطين عندهم هذه القيمة المرضية السلبية يجيدون أداءها وتحريكها في انتقاد وتحطيم الآخرين وشل حركتهم.وقد أجاد من كتب عنهم في"إن مجرد تفكيرهم في محاولة انتقادك سلبياً يعتبر بمثابة شهادة لك بأنك موجود، وأنك مثمر، فهم لا يرمونك بالحجر إلا في محاولة لقطف ثمارك، فهم قد يحسدونك على ما أنت فيه، ومن حيث يشعرون أو لا يشعرون". وقد قيل "لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله!". فالمثبطون صغار على طريق العاملين والمبادرين أصحاب الهمم في العمل المؤسسي، فلا تلتفت إليهم وتجنّبهم واتركهم وشأنهم وما تعُجُّ به ألسنتهم من التثبيط " أولئك الصغار على طريقك ". "ومضة" قَالَ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازيَّ رحمه الله "ليَكُنْ حَظُّ الْمُؤمِنِ مِنْكَ ثلاثة: إِنْ لَمْ تَنْفَعْهُ فلا تَضُرَّهُ، وَإِنْ لَمْ تُفْرِحْهُ فلا تَغُمَّهُ، وَإِنْ لَمْ تَمْدَحْهُ فلا تَذُمَّهُ" فتأمل..