11 نوفمبر 2025

تسجيل

المنصب وإشكالية الوجود

25 أكتوبر 2021

نأتي إلى المنصب بقلب فارغ، مما يدل على وجود أزمة وجودية نعاني منها، ماذا أقصد بالقلب الفارغ، القلب الفارغ هو ذلك الذي ليس ممتلئًا بأصالة الوجود، هو ذاك العقل الذي لايتساءل عن كيف ولماذا؟ لذلك يصبح المنصب وجوداً أصيلاً، وليس وجوداً إضافياً على المرء أن يقبله، أو أن يرفضه إذا ما تعارض مع وجوده الأصيل في هذه الحياة، الوجود الأصيل تجده في المجتمعات التي تتمتع بمستوى حرية كبير وممارسة الذات واسعة، فإما أن يكون المنصب إضافة، أو لا يمكن قبوله، المنصب كوجود وظهور على صفحة المجتمع. يعني أن أفراد المجتمع يعانون من أصالة الوجود الحقيقي كذوات حرة لديها إرادة، كما يعاني من المجتمع من فراغ في طبقته الوسطى الحيوية ومجتمعها المدني الذي يملأ الفراغ بين الدولة والمجتمع الطبيعي، ظاهرة الرجل السوبرمان الذي يصلح لجميع المناصب دون استثناء، رجل المناصب المتعارضة في طبيعتها الذي لا يكلف نفسه الاعتذار عن خروجه عن مساره الوظيفي career، كرس حياته من أجل منصب يبقيه في الأضواء، كل هذه أعراض لإشكاليات وجودية، حيث المنصب أو الوجود الزائف حل محل الوجود الأصيل، تجعل اعتلاء المنصب والقبول به صعباً في مجتمعات الوجود الأصيل، بينما تجد التهافت على أشده في مجتمعات الوجود الزائف. التأصيل الوجودي الحقيقي يبدأ من إقامة مؤسسات قبل اختيار الأفراد، الانتقال من الفرد إلى المؤسسة، التأسيس للوجود قبل اختيار الموجود، حتى يصبح موجوداً أصيلاً يمتلك ذاته وإرادته لا مجرد أداة تجري بها الأقدار حيث تشاء. [email protected]