16 نوفمبر 2025

تسجيل

أين المؤمنون؟

25 سبتمبر 2016

حدث ذات مرة أن نام طالب في حصة الرياضيات أثناء الشرح، فلما استيقظ عند النهاية لم يجد على السبورة سوى مسألتين، وظن أنهما واجب منزلي، فكتبهما بسرعة وانطلق إلى البيت، حيث حاول أن يفك أسرار المسألتين ويحلهما. استطاع بعد محاولات عديدة أن يجيب على السؤال الأول فيما عجز عن الأخرى. وفي صباح اليوم التالي ذهب إلى المدرس واعتذر عن عدم قدرته حل الواجب بالكامل، حيث لم يتمكن سوى من مسألة واحدة. لكن المدرس استغرب من حديث الطالب، وعن أي واجب هو يتكلم! لكن بعد أن أطلع المدرس على المسألتين ورأى إجابة الأولى وبعض محاولات في الثانية، اندهش من قدرة الطالب على حل مسألة هي مما عجز النوابغ في الرياضيات عن حلها لسنوات! تُرى هل كان بإمكان الطالب أن يحل المسألة لو كان مثل بقية زملائه يقظاً للمعلم، وهو يعرض مسألتين ويصفهما بمعضلات الرياضيات التي استعصت على النوابغ؟ بالطبع كان سيخرج كالبقية وفي ذهنه حقيقة واحدة هي استحالة أو صعوبة الحل، كما زرعها المدرس في نفوسهم دون قصد بالطبع، فكان سيمضي في حال سبيله كما زملائه ويكتفي بالنظر إلى المسألة وتدوينها في دفتره للذكرى!الشاهد من القصة أن المرء منا على قدر همته وإرادته يحقق نجاحاته. لكن لو أن أحدنا استسلم لمشكلة ما منذ البداية أو بعد محاولات متعددة، فإنه يوحي إلى نفسه بشكل غير مباشر أن الأمر مستحيل أو صعب، وبالتالي سيعتقد ويوقن بالصعوبة والاستحالة بعد قليل من الدهر، فيتصرف عقله على أساس ذلك الإيحاء، فيتصرف كيانه كله وفق ذلك فتكون النتيجة هو الاستسلام.المرء منا يملك قدرات هائلة قابلة للاستثمار، لو أنه فهمها واستطاع توظيفها بالشكل الأمثل. تلك القدرات تكون على شكل اعتقادات وإيحاءات أو ما نعرفه بالإيمان. وحين تؤمن بشيء ما، فلابد أنك ستصل إليه بعد سعي وجهد، ومحاولات ودراسات وأبحاث. الإيمان هو الوقد اللازم للعمل والاستمرار فيه، وهو الذي يعطي الأمل في النصر والنجاح ويرغّب فيه، وبه يمضي المرء في حل كثير من مشكلات ومعضلات الحياة.فأين المؤمنون؟