12 نوفمبر 2025
تسجيليبقى الكذب هو آفة كل شخص وكل شخص يعيش حياته مع الناس على أساس الكذب فلاشك أنه في يوم من الأيام سيكون مذموماً من كل من حوله، فالكذب مهما كان سيكون مصيره الانكشاف، والرسول يقول: (إن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)، وعندما يكتب عند الله كذاباً فلاشك أنه سيكتب عند خلق الله كذاباً، لذا كانت ومازالت صفة الكذب من أقبح الصفات التي يمكن أن يتصف أو يوصف به الشخص وهناك من جعل حياته كلها كذبة يعيشها في داخله ويعيشها مع الناس وهو لا يعلم أن جميع من حوله يعرفون أو سيعرفون في يوم من الأيام أنه كذاب، فيشعر مع مرور الوقت أن مكانته تقل في قلوب من حوله وهذا بلاشك مصير كل من يكذب ويتحرى الكذب.في قصة يوسف كذب إخوة يوسف على أبيهم، بل كان كذبهم واضحاً ليعقوب عليه السلام، عندما قالوا إن يوسف علية السلام أكله الذئب ومع هذا لم يقل يعقوب إنكم تكذبون، بل كان الرد: (بل سولت لكم أنفسكم أمراً)، ومع هذا لو رجعنا لتبريرهم في بداية القصة عندما كانوا يكذبون فيما حدث ليوسف يختلف عن ردهم وتبريرهم فيما يخص أخي يوسف.فقد قالوا فيما يخص يوسف: (وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين)، وقبلها: (وجاءوا أباهم عشاء يبكون)، ولننظر للمشهد الآخر: (ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين)، (وأسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون)، فالكاذب عادة يبرر دائماً، ولكنه لا يستشهد ولا يقدم الأدلة، وعلى العكس الصادق لا يوجد لديه ما يخفيه، فلديه الاستعداد للحديث بصدق دون تبرير والاستشهاد بما يؤكد حديثه والتدليل على أنه صادق ومن هنا نكتشف صفات كل من يكذب.المهم لدينا اليوم أن نؤمن أن الكذب مهواة والصدق منجاة، حتى في أحلك الظروف، ومن جعل الصدق ديدنه فلاشك أنه سيكون ذا حظوة وحب في قلوب الناس، وعند الخالق قبل كل شيء، ولنعود حتى لامرأة العزيز، فرغم كذبها واتهامها ليوسف إلا أنها عادت واعترفت بكل شيء، فلم يدم كذبها، وقال يوسف للملك: (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم)، فالله نصر يوسف على صدقه وكانت الآيات تصفه بأنه لمن الصادقين: (أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين)، ووصفت الآيات الكاذبين بأنهم خائنون: (وأن الله لا يهدي كيد الخائنين)، على لسان امرأة العزيز التي كذبت على يوسف.فكل كاذب هو خائن لله ولنفسه وللناس، لذا علينا اليوم أن نحارب الكذب في كل أمر عام أو خاص، لأنها خيانة.