08 نوفمبر 2025
تسجيلقال المتنبي الشاعر الفذ في قصيدته المشهورة: ما كل ما يتمــنـى المــرءُ يدركــــهُ تجري الرياحُ بما لا تشتهي السـفنُ صدر القصيدة يدعو الى التشاؤم والإحباط وهذا ما تعلمناه في المدارس ويتكرر هذا البيت كثيراً بيننا كأن الأمور كلها تؤول الى التشاؤم من واقعنا، ولكن لم يعلمونا في مدارسنا بقية هذه القصيدة أو البيت الذي يليه مباشرة، والذي ينشد فيها شاعرنا العظيم بهذه الكلمات الذهبية: تجري الرياح كما تجري سفينتنا نحنُ الرياحُ ونحنُ البحرُ والسفنُ إن الذي يرتجي شيئاً بهمتهِ يلقاهُ لو حاربتهُ الإنسُ والجنُ فاقصد إلى قممِ الأشياءِ تدركها تجري الرياح كما رادتْ لها سفن ُ! صدر البيت يدعو الى الإحباط وباقي القصيدة تدعو إلى صناعة الواقع وأننا بسواعدنا وعزمنا نصنع المجد الذي نشدو إليه ولا مكان للفشل في أنفسنا. ﻻ للإحباطات نعم للتفاؤل الأحزان لا يمكن أن تنتهي، والبشائر لا يمكن أن تختفي، كل ما عليك أن تدرب نفسك على الصبر عند الأولى، والشكر عند الثانية، وعلى قدر الهدف تكون سرعة الانطلاق، ففي طلب الرزق قال تعالى: (فامشوا)، وللصلاة قال: (فاسعوا)، وللجنة قال: (وسارعوا) وأما إليه فقال: (ففروا إلى الله)، فالسعي الى المجد يكون بالمثابرة والصبر على الذلات والصعاب، فالمجد في دنيانا هو الشهرة، الثناء والشرف الذي يتحصل عليه الشخص بعد الوصول إلى مرتبة عالية وإنجاز بارز يشهد له به الجميع في مختلف البقاع، وحتى يستطيع الإنسان أن يصنع مجده يحتاج إلى مثابرة وتفانٍ وصبر وكفاح يصل إلى أهدافه، قال أحد الشعراء: لا تحسب المجــدَ تمـــراً أنت آكلهُ لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا الفشل مفتاح النجاح تتولد لدى الإنسان شعلة من الطموح والرغبة في النجاح وتحقيق الأمنيات، فلا حياة من دون طموح ولا بقاء للدنيا من غير أهداف نبيلة وغايات سامية بغض النظر عن المستوى المقبول والأوضاع المثالية، فإن مسيرة المرء في هذا العالم أيضاً مليئة بالمفاجآت والإخفاقات وخيبات الأمل الأليمة، ما أجمل أن يكون لك هدف في هذه الحياة، ربما يعترضك الفشل في بداية الطريق، لكن بعد كل هذا الظلام سيأتي النور ويشرق الوجود فقط بالعزيمة والصبر والإرادة الفولاذية، ومن تجاربي الشخصية أنني خضت ثلاث تجارب انتخابية للوصول إلى عضوية المجلس البلدي ولن أتردد في خوض التجربة الرابعة إذا سنحت لي الفرصة في الانتخابات القادمة، وأعلم أن الناس سوف يسخرون مني، ولكني لا أصغي إليهم أبداً، لأن فشلي الحقيقي هو عندما أتوقف عن المحاولة بسببهم، كما يجب على الإنسان أن لا يستسلم للفشل ولا يرضخ للعقبات، لأن الفشل هو الجسر الذي يؤدي بك إلى المجد أو بالأحرى هو عبارة عن مجموعة تجارب تسبق مرحلة النجاح، والسبيل الوحيد للوصول نحو التفوق والرقي.. الإرادة القوية من صفات الكبار، ذلك من خلال التحلي بالصبر والقدرة على تحمل الأذى وتجاوز الأزمات وتخطي الدروب الشاقة والتصدي لكل أشكال الضعف والانهيار النفسي من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق المراد المأمول. كسرة أخيرة لذلك لا تكثر من الشكوى ولا تختلق الأعذار، انهض من كبوتك، تسلح بالعزيمة والإصرار ولا تنظر الى الدنيا بمنظار التشاؤم وكن على استعداد دائم لاجتياز المنعرجات القاسية في الحياة وعبور الأخطار واقتحام الصعاب من أجل تحقيق أهدافك، ففي الحياة لا حدود للأحلام، ولا سقفاً للأمنيات فقط تعرف على أسباب فشلك حتى تستطيع أن تفهم كيف تنجح، وليس عيباً إذا فشل الإنسان، المهم ألا يبقى عاجزاً عند موضع فشله، مثلما أكد الملاكم الأسطوري الراحل محمد علي كلاي الذي نطق لسانه بالحكمة حيث يقول: (في داخل الحلبة كما في خارجها لا عيب في أن تسقط أرضاً، بل العيب في أن تبقى على الأرض)، إبدأ الآن.. خطط لمشروع نجاحك، توكل على الله، ثق بنفسك، آمن بقدراتك، أعقد النية، قم وشمر عن ساعديك، تحلى بالأخلاق الحميدة الفاضلة والضمير المهني الصادق، وعليك بإتقان العمل وحب الخير للناس، والاستفادة من تجارب الآخرين. ودمتم طموحين متفائلين [email protected]