08 نوفمبر 2025

تسجيل

عرض تاريخي للعلاقة بين جنوب السودان وشماله حتى عهد عبود (2)

25 يوليو 2015

* ثانياً: مرحلة الحكم الثنائي والاستعمار الانجليزي: 1- المرحلة الأولى (1898م-1919م): في هذه المرحلة اكتمل احتلال الجيش البريطاني للسودان بقيادة اللورد كتشنر، وقد شكل ذلك سبباً رئيسياً في بذر الفرقة، والشتات بين الشمال الجنوبي، والسعي لفصل جنوب السودان عن شماله، غير أن قلة الموارد في الخزانة المصرية حالت دون تنفيذ ذلك، وفي هذه الفترة شجعت بريطانيا الجمعيات التنصيرية على مزاولة نشاطها وسط المكان، وبسطت نفوذ الكنائس في الجنوب كما تم تركيز التعليم في الإرساليات التنصيرية، وقد شهد الإسلام واللغة العربية في هذه الفترة في الجنوب تضييقاً شديداً، لأن الحكم الثنائي أعاد فتح السودان أصلاً للقضاء على الأثر الديني للثورة المهدية. 2- المرحلة الثانية (1919م-1926م): في هذه الفترة اتخذت الحكومة البريطانية خطوات أكثر صرامة في محاربة كل ما يحمل مظهراً إسلامياً، فحاربت الأسماء العربية، ومنعت ارتداء الجلابية (ثوب أهل الشمال)، بوصفها رمزاً للدين الإسلامي، كما ذهبت لأبعد من ذلك فجعلت (يوم الأحد) عطلة رسمية في كل أنحاء الجنوب، وبلغت السياسات ذروتها في الفصل بين الجنوب والشمال بإصدار قانون المناطق المقفولة عام 1922م، والذي قصد منه منع التأثير والتأثر بالإسلام والثقافة العربية القادمة من الشمال، كما عملت على إخلاء الشماليين المسلمين من الجنوب تهجير قبائل بكاملها مثل قبيلة كافياكنجي، ثم أعقب قانون المناطق المقفولة ما عرف بسياسة الجنوب 1930م التي كرست لغرس بذور الانفصال. 3- المرحلة الثالثة (1946م-1953م): وهي المرحلة التي أعقبت قيام "مؤتمر الخريجين" الذي قام برفع مذكرة شهيرة عام 1942م طالب فيها بإلغاء قوانين المناطق المقفولة وحرية التنقل داخل السودان، ورفع قيود التجارة، كما طالبت بضرورة وضع منهج تعليمي موحد لكل السودان. وفي عام 1946م، وبعد تنفيذ سياسة السودنة في الشمال، تشكلت لجنة للنظر في إمكان تنفيذها في الجنوب، وضعت اللجنة تقريراً أدانت فيه بشدة سياسة الحكومة نحو الجنوب وطالبت "بإلغاء تصاريح التجارة، واتباع سياسة موحدة للتعليم في الشمال والجنوب، وتعليم اللغة العربية في مدارس الجنوب، وتحسين وسائل الاتصال بين الجانبين، وتشجيع انتقال الموظفين بين الشمال والجنوب، وتوحيد النظم بينهما". وبالله التوفيق