09 نوفمبر 2025
تسجيلالفقد محزن مهما كانت طبيعته، وأشد الفقد حزنًا هو فراق من تحب ويكون اكثر إيلامًا اذا كان دون رجعة، سواء كان فراقا بالدنيا او كان فراق الموت. قرأت ذات مرة ان الحب يعرف بالفراق، وذلك قياسًا على مبدأ الضد بالضد يعرف. فإذا غبت عن احدهم ادرك وجودك، واذا افترقت الطرق فقد الاخر ظلك، واذا مات احدهم عرف الاخر أثره في الحياة. مخيف مبدأ الضد، الا تدرك قيمة الشيء الا بخسارته، مخيف جدًا شعور عدم القدرة في استرجاع ما كنت تملك!. والاوضاع الحالية اكبر دليل على هذا الشعور، فأصبحنا نفتقد ابسط الاشياء كالخروج دون كمامات خانقة والتنفس دون مبالاة!. وقفة تأمل؛ يقول ديستويفسكي في رواية الاخوة كارامازوف (ان افضل لحظة للتعارف في رأيي هي اللحظة التي تسبق الفراق) وذلك باعتقادي كون هذه اللحظة هي الأشد واقعية، لا مكان فيها لأقنعة المشاعر وتحفظ الآراء. في هذه اللحظة اذا كنت تدرك انها هي لحظة الفراق ترى نفسك دون ومن خلال الاخر. وكأنك تتعرف عليه وعلى نفسك معه لأول مرة. واحيانا يكون الفراق اقل حدة، فبدل ان تفقد أشخاصًا او أرواحًا، قد تفقد او تحن لمسكن او هواية او طعام حتى يربطك معه شعور او متعة تسترجعها حال عودتك لها، واحيانا لا تعرف مدى فقدك الا بعد الرجوع لما كنت تفقد، ويصبح الرجوع يشبه استرجاعا لشيء منك. المشاعر انانية بطبيعتها لحد ما، فكل شعور نشعر به هو شعور يعنينا وحدنا، فحين نحزن، نحزن لأن شيئا ما آلمنا نحن، بغض النظر عما قد يكون اثر ذات الشيء او الشعور على الغير. وكذلك حين نفرح وغيره من المشاعر التي تتشكل بحسب رؤيتنا للمواقف وانعكاساتها علينا. أستودعكم؛ عِش متعة اللحظة قبل فقدها، استشعر كل شيء مهما صغر حجمه، اقترب من كل ما يسعدك!. [email protected]