11 نوفمبر 2025

تسجيل

الدوحة ملتقى أهل الفكر والعلم والقلم والدور المطلوب

25 مارس 2016

استضافت الدوحة عاصمة الدولة القطرية هذا الأسبوع أربع فعاليات دولية، أولاها القمة الإعلامية في الشرق الأوسط، والثانية، المؤتمر العاشر لقناة الجزيرة، والثالثة مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث والرابعة مؤتمر اقتصاديي الشرق الأوسط الذي يستضيفه معهد الدوحة للدراسات العليا.(2) القمة الإعلامية شارك فيها أكثر من مائة دولة من قارات مختلفة وبمشاركة أكثر من 300 إعلامي على مستوى العالم وتقام تحت شعار "مستقبل الأخبار والمنظمات الإخبارية"، وهي القمة الإعلامية الثالثة والتي كان من المتوقع أن تنعقد في الصين إلا أن دولة قطر وقع عليها الاختيار لتنظيم هذه الدورة، وقد ألقى سعادة الشيخ حمد بن ثامر كلمة في المؤتمر وتداول رؤساء المؤسسات الإعلامية إلقاء الكلمات في جلسة الافتتاح. تداول المشاركون الأفكار والآراء حول الإعلام وأزماته، وما يتعرض له رجال الإعلام في ميادين الحروب وعواصم الأزمات من مشاق وملاحقة ومطاردة واعتقالات، وتداولوا الآراء في كل ما هو جديد ومتجدد في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمشاهدة، وراح كل يدلي برأيه في كيفية النهوض بتلك الوسائل خدمة للإنسان. إلى جانب ذلك ناقشوا التحديات التي تواجه تلك المؤسسات التي تقوم بها الشركات العملاقة التي ظهرت لحيز الوجود منذ عقود كما جاء في كلمة عبد الله النجار. (3)استضاف منتدى الجزيرة العاشر نخبة من رجال الفكر والسياسة والإعلام، وافتتح المؤتمر سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني بكلمة جامعة، وتحدث في المنتدى وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ووزير خارجية الجمهورية اليمنية عبدالملك المخلافي والشيخ الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي ونخبة من رجال الفكر والسياسة، وكان من بين المدعوين رئيس الوزراء التركي إلا أن ظروف تركيا أسياسية لم تمكنه من الحضور. الملاحظ أن وزيري الخارجية القطري واليمني ركزا في خطابهما، إلى جانب أمور أخرى، على القضية الفلسطينية، التي اعتبراها أم الأزمات في الشرق الأوسط، ولا بد من إيجاد الحلول التي تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه لتنهي كل أزمات المنطقة.(4)أما مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث فهو جمع أكثر من ألفين (2000) باحث من جميع دول العالم عدا إسرائيل، وافتتح أعمال هذا المؤتمر سمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع تحت شعار "الاستثمار في البحوث والابتكار من أجل المجتمع" وجاء في كلمتها "أن دولة قطر تتوافر فيها تقريبا جميع عناصر التنمية الشاملة القائمة على البحث العلمي وفي مقدمتها الإرادة السياسية والتعليم النوعي والموارد المالية ومراكز البحوث والتطوير بالإضافة إلى شراكات علمية وأكاديمية عالمية". وأكدت سموها في كلمتها "أن اقتصاد المعرفة لم يعد خيارا بل مصير"، مشيرة في هذا السياق إلى أن تغيرات ستحدث في بنية القوى العاملة بعد استكمال البنى التحتية بما يقلص الحاجة للعمالة ويرفعها بالنسبة للكفاءات والمهارات.(5) استضافت كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية بمعهد الدوحة للدراسات العليا "المؤتمر الخامس عشر لمنظمة اقتصاديي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" وافتتح المؤتمر بحضور معالي رئيس الوزراء وزير الداخلية ويناقش المؤتمر "تأثير أسعار النفط على النمو الاقتصادي في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. شارك في هذا المؤتمر نخبة من رجال الاقتصاد العالمي والعربي أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الاقتصادي الشهير جيمس روبنسون أستاذ السياسة العامة في جامعة شيكاغو وقال في كلمته "إن الثروة النفطية في دولة قطر كان لها أثر واضح في التنمية الاقتصادية للدولة". قدمت في هذا المؤتمر العديد من البحوث الأكاديمية المحكمة في مجال الاقتصاد والتنمية والبترول والغاز وتقلب أسعار هذه السلع الاستراتيجية بتقلبات السياسة الدولية والأزمات العالمية، وشارك في هذه الفعالية ما يزيد عن 150 مشاركا من الوطن العربي ودول أخرى. كما استضافت الدوحة "كونجرس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية"، بحضور معالي رئيس الوزراء وزير الداخلية وسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية وألقى الشيخ فيصل بن أحمد آل ثاني رئيس لجنة الإعلام الرياضي كلمة ترحيبية برجال الإعلام الرياضي. (6) هدفي من هذا المقال ليس إلقاء الضوء على ما طرح فيه من مواضيع ولا أهمية تلك المؤتمرات التي لا أشك في فوائدها المتعددة لكني أثير السؤال التالي لعلي أجد إجابة عملية من صانع القرار وسؤالي: ما هو العائد على المجتمع القطري من هذه المؤتمرات والندوات ومكانة الدولة؟ أزعم أن العائد الاقتصادي، قصدي حركة السوق المحلي، متواضعة جدا لأن المشاركين والمدعوين لهذه المؤتمرات يأتون من المطار إلى الفندق إلى المطار، ولا يرون الأسواق المحلية لإنفاق القليل من أموالهم في شراء على الأقل هدية تذكارية لأسرهم كما يفعلون عند زيارة أي دولة أخرى، ولا يرون جامعاتنا ومدارسنا ومسرحنا الوطني. نحن نتعرض لهجمة إعلامية دولية مركزة بشأن العمالة الأجنبية وحقوقهم في بلادنا، فهل أعددنا زيارات لهذه الجحافل من المدعوين في كل مؤتمر لزيارة أماكن العمالة وتفقد أحوالهم ومطالبة هؤلاء الناس بطريق غير مباشر لينقلوا مشاهداتهم عن العمالة في بلادنا إلى دولهم. هل يمكن تخصيص جلسة للمؤتمرين في كل مؤتمر نتحدث فيها عن العمالة بشهادات يقدمها المختصون بشؤون العمالة في بعض السفارات المقيمة في الدوحة مدعمة بأفلام قصيرة تظهر اهتمامنا بحقوق العمالة الأجنبية.أطالب كل من هو صانع قرار في هذه الدولة الكريمة جدا مع المؤتمرين الأجانب، بإطلاعهم على جهودنا في تحقيق الحفاظ على كرامة الإنسان في بلادنا المواطن والمقيم على حد سواء.كل الدول تنظم جولة سياحية لكل المشاركين في أي مؤتمر أو ندوة لإطلاع الناس القادمين على جهد الإنسان في تلك الأوطان للإعمار والتنمية. آخر القول: أتمنى من كل قلبي أن يدرك المسؤولون في بلادنا أهمية استخدام كل المدعوين ليتحدثوا لجلسائهم وطلابهم وصحافتهم في بلادهم عنا وجهودنا الحضارية من أجل الإنسان، وذلك رد عملي على كل الأكاذيب التي يروج لها البعض عن بلادنا أعزها الله وأعز قادتنا.