12 نوفمبر 2025
تسجيلرغم السنين الطويلة التي مضت منذ ظهور النفط في الدول العربية، ورغم العائد الهائل من بيعه من الدولارات وعلمهم بأنه المصدر الوحيد للدخل، أو دعنا نقول الأساسي، حتى لو وجدت مصادر أخرى، إلا أنها قليلة العائد ربما بالمنظور الحالي أو البعيد لا تكفي ولا تلبي الطموح المنشود، فتخيلوا لو لا سمح الله لم نجد من يشتري النفط، ماذا سوف يكون الحال بنا، كارثّي أم أكبر من ذلك؟ فالكثيرون أطالوا النوم في العسل كثيراً ولم يتعلموا من الأزمات المالية السابقة ولم يكوّنوا اقتصادا متينا متنوعا لا يتسيده النفط، وإنما من مصادر متعددة استثمارية أو صناعية أو زراعية، بل في مختلف المجالات لكي تسد مكان النفط أو جزء كبير منه؛ حتى لا نعتمد عليه اعتمادا كليا، فالكل سوف ينتج النفط في المستقبل القريب وسوف تكون هناك تخمة كبيرة منه في السوق، كما للنصاب العالمي دور كبير في اختلاق الأزمات للاستيلاء على أموال الدول العربية، ولا سيما الخليجية بتلك الحجج كما حصل سابقاً؟ فلا بد من صحوة جديدة وتفكير أكبر وجديّ في هذا الأمر بالغ الأهمية لمختلف الأجيال الحالية والمتعاقبة، فدعنا مثلا نستثمر في المجال الزراعي ونبعد التصور الراسخ بأن ندرة الأراضي الخصبة والماء والعوامل الجوية لا تساعد إلا على نطاق ضيق، وها نحن نزرع في منازلنا الفاكهة والخضراوات وإنتاجها جيد جداً، كذلك الثروة الحيوانية، والتي أصبحت هواية ومصلحة اقتصادية في نفس الوقت وتستهوي الكثيرين، فهم يملكون أعدادا كبيرة منها ويبلغ ثمن الخروف مثلا الصغير ألف وثلاثمائة ريال، كذلك الثروة البحرية وعائدها الكبير، كما نتمنى على الصندوق السيادي أن يستثمر خارجيا أو محليا في مجال المواد الغذائية في السوبر ماركت في أوروبا المنتشرة في كل مكان، مثلاً ففي ألمانيا سلسلة جمعيات رييو، والتي في كل مكان، أو في الدول العربية ذات الكثافة السكانية العالية أو محلياً والذي ترك المجال للأجانب وخاصة من آسيا للاستثمار فيه تحت مظلة المواطن والمالك الفعلي أجنبي؟ كذلك مجال الرسوم التي تتقاضاها بعض الجهات الرسمية نظير خدماتها التي تقدمها للمواطن والمقيم، فبعض الجهات تصدر قرارات غير مدروسة على نشاطات ذات مردود على خزانة الدولة وتضيق عليها ولتكاسل بعض الموظفين في إتمام المعاملات بالسرعة والبيروقراطية الزائدة عن الحد دور كبير في ذلك؟ أما في عالمنا العربي مظاهر وصور سوء التصرف في أملاك الدول من بعض المسؤولين الذين يُترك لهم الحبل على الغارب ليتصرفوا بأملاكها بتوزيعها على الأحبة وذوي القُربى، دون النظر لانعكاسات ذلك وما يمثله من هدر للأموال العامة والحساسية المجتمعية الذي يتسبب به ذلك بين أفراد المجتمع وخصوصاً إذا صاحبه نظام الأمزجة المستشري في عالمنا العربي دون استثناء؟ كذلك اختراعات البعض من العاملين في الوزارات والتعليق على شماعة الوطن كبش الفداء أفكار أكثرها عقيمة لا تعود بخير يذكر إلا كونها وسيلة استرزاق للبعض وجد ضالته فيها، كما يجب أن يكون للمواطن دور كبير في المحافظة على مقدرات الوطن المختلفة وجعل المصلحة العامة ومصلحة الوطن الهدف المنشود والأسمى، كما يجب أن تستقطب الدول أصحاب العقول الاقتصادية من لهم تجارب ناجحة في الاستثمار ومشهود لم بذلك، وأقف عند هذا الحد لكي لا أدخل في المنطقة المحظورة ويخرج مقص الرقيب من مخبئه؟ وآخر الكلام حمد الله وشكره والبعد عن الأفعال والأقوال التي تعجل بغضب الله وسخطه وعدم التبذير في أمور لم ينزل الله بها من سلطان والاستغفار الدائم هي الضمان بإدامتها أدامها الله علينا وعلى المسلمين جميعاً، كما لأبواب الخير الكثيرة التي فتحها الوطن وقيادته لكثير من المستضعفين في الأرض سبب لدوام النعم والدور الكبير للجمعيات الخيرية في ذلك.