04 نوفمبر 2025
تسجيلفاجأ الشعب العربي في تونس كل أجهزة الرصد المخابراتي داخل تونس وخارجها بعزمه وتصميمه لاجتثاث الطغاة وسدنتهم من الفجار والفاسدين والظالمين. شعب تونس العربي وصاحب عربة "بائع البندرة" البوعزيزي أسقطوا أحد أعظم وأعتى الجبابرة الفجار من حكامنا العرب "بن علي"، شعب تونس الثائر لم يقتل ولم يثأر من الظالمين حين وقعوا بين أيدي الشعب، شعب تونس لم يطالب بالاجتثاث لأعضاء الحكم المهزوم ولا بإبادتهم أو عزلهم وإنما طلبوا من كافة أركان النظام السابق أن يترجلوا عن كراسي الصدارة ويعودوا إلى صفوف الشعب يناضلون معه من أجل بناء تونس وإعادة وضعها على خريطة الديمقراطية الصادقة. الشعب التونسي ضرب أروع الأمثال بعزمه على التغيير السلمي، والجيش التونسي حتى الآن ضرب أروع الأمثال لجيوشنا العربية بأنه حارس وحام للشعب والوطن ولم يكن جيش تونس انتهازياً ليقفز إلى سدة الحكم عن طريق استخدام القوة وفرض حظر التجول تحت ذرائع متعددة ولا تنقصه في مثل هذه الظروف، ولا أستثني رجال الأمن التونسي الذين انضموا إلى صفوف المواطنين لا عليهم عندما رفض معظمهم التصدي بالقوة والعنف لثورة الشعب، أما أولئك الذين غرر بهم من رجال الأمن وعصابات النظام المنهار وتصدوا بالعنف لثورة الشعب التونسي فإنهم اليوم يتوارون عن الأنظار ويعضون على أصابعهم ندما على ما فعلوا بمواطنيهم. (2) لأول مرة في التاريخ، في حدود معرفتي يسقط "بائع بمدورة" متجول أحد أعتى الطغاة في النظام العربي المعاصر "بن علي" عندما أعيته الظروف لينال حقه أقدم على الاحتجاج الصارخ بحرق جسده النحيل أمام الناس وهز وجدان الشعب العربي التونسي الغيور والمتضامن الأمر الذي دفعهم للخروج إلى الشارع معبرين عن غضبهم للحال التي وصلوا إليها الأمر الذي أدى إلى هروب الظالم "بن علي" إلى خارج الحدود، لكن بقي بعض من زبانيته يحاولون الالتفاف على ثورة الشعب وإنجازاته العظيمة في إسقاط رمز الطغيان. ظاهرة البو عزيزي أخذت تتكرر في أماكن أخرى من وطننا العربي الكبير من تونس إلى الجزائر وموريتانيا مروراً بمصر واليمن، فلعل شعوب تلك الدول تحاكي ظاهرة غضبة الشعب التونسي ضد الظلم والفجور، مسيرات شعبية في الجزائر العزيزة تطالب القيادة السياسية بالإصلاح وتوفير حياة كريمة للشعب، وبكل أسف تتصدى قوى الأمن بكل وسائل العنف لأفراد الشعب الذين يتظاهرون من أجل أن تسمع الحكومة صوتهم بأنهم يبحثون عن فرص عمل والحد من تصاعد الأسعار وقمع الفساد. في صنعاء غضب جماهيري واسع يمتد من شمال اليمن إلى جنوبه يطالب بالعدل والمساواة ومنع الإثراء غير المشروع على حساب الشعب، والمشاركة السياسية ومنع الفساد والمفسدين من التوسع في قهر الشعب، وخلق فرص عمل شريفة يحفظ للمواطن كرامته، كنا نتوقع أن الأمن في خدمة الشعب وحمايته ولكن الأمن في اليمن وبعض الدول العربية من أجل القمع والقتل وغرس الرعب في قلوب المواطنين لإرضاء الحاكم وزبانيته، أذكر بأن الحاكم الظالم عند "اللحظة" سيهرب إلى خارج الحدود، وبعض من حماته قد يتمكنون من اللحاق به، أما أنتم يا رجال الأمن حماة الظالمين فلا مفر لكم، والشعب لن ينسى ما لقيه على أيديكم من ضرب وإهانة وإذلال وقهر فتريثوا قبل أن تمتد أيديكم لتلحقوا الأذى بمواطنيكم، وخذوا العبرة من كتائب أمن شاه إيران وما لحق بهم بعد رحيله عنهم، وتذكروا كتائب أمن زين العابدين وهم يهربون من غضب الشعب التونسي عبر المنافذ البرية والبحرية وهم في خوف رهيب. (3) لا جدال أن هناك جهودا تبذل في الداخل ومن الخارج على إفشال ثورة الشعب التونسي العظيم كي لا تكون نموذجا يتبع في أقطار عربية كثيرة، ويؤلمنا جميعا موقف الرئيس اليمني عندما قال على وسائل الإعلام بأن اليمن ليس تونس في إشارة إلى الحراك الشعبي الذي يتزايد فعله في اليمن يوما بعد يوم مطالبا بالإصلاح والعدالة والمساواة، ونشير إلى أن ما قاله وزير خارجية مصر السيد أبو الغيط عن الثورة التونسية يوحي بأنها زلزلت الأرض التي يسير عليها، وما تناقلته وسائل الإعلام عما صرح به الأخ القائد معمر القذافي أقوال تبعث بالخوف على الثورة التونسية، إن إصرار السيد الغنوشي الوزير الأول في تونس على عدم الاستجابة لإرادة الشعب التونسي في حل الوزارة التي شكلها والإتيان بحكومة خالية من الذين استوزرهم "بن علي" الهارب كي يطمئن المواطن التونسي على إنجازاته ونهاية عهد الظلم والفساد في تونس. آخر الدعاء: اللهم احم الثورة التونسية من أعدائها في الداخل والخارج