18 نوفمبر 2025
تسجيللا أريد حقا أن أقحم الرياضة بالسياسة أو العكس فنحن لا نخلط الأمور ومعروف عنا أننا نعطي كل شيء حجمه دون أن يتداخل الأول بالثاني لكن ما أود الكتابة عنه يبدو أمرا آخر لا يتحمل أن يتم تجاهله أو التغاضي عنه حتى وإن كان من باب الفكاهة والتندر لا سيما وأن اليوم هو الخميس ولا أرى غضاضة من أن نروّح عن أنفسنا قليلا وإن كان الأمر لا يحتاج مزيدا من الاستمتاع ونحن في الحقيقة لأننا في الواقع مستمتعون فوق الاستمتاع نفسه ونحن نعيش عرسا وطنيا عربيا عالميا باستضافة بلادنا لمونديال كأس العالم في نسخته الـ 22 لعام 2022. في البداية دعوني أسألكم سؤالا وهو كيف ترون تغطية وسائل الإعلام الخليجية والعربية والعالمية الغربية لبطولة كأس العالم في بلادنا ؟! لا شك أنكم سوف تجيبونني أنها تغطية احترافية وعالية المستوى وبات الغادي والقاصي يعرف اسم قطر حتى حينما تقول له اسم ( قطر ) وأنت تسير في أحد شوارع أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو اللاتينية أو الآسيوية حتى لأن قطر قدمت بالفعل نسخة استثنائية من نسخ بطولات كأس العالم التي مضت وما ستكون بإذن الله وأجبرت حتى من هاجمها طوال 12 عاما وحتى قبيل بدء المونديال على أرضها على الاعتراف بعظمتها واحترافيتها وتطورها وأنها كبيرة لأنها استطاعت أن تتولى مسؤولية تنظيم هذه البطولة الكبيرة والتي تعد البطولة الأكبر في العالم بأسره وجوابكم المتوقع هذا يجعلني أنتقل للسؤال الثاني والذي أعتبره موضوع مقالي اليوم وهو ما هو وضعكم مع مراسلي القنوات الإسرائيلية التي نصت قوانين الفيفا على قبول واستضافة جميع القنوات على كافة أشكالها وجنسياتها وفئاتها أن تكون متواجدة لتغطية أحداث كأس العالم ؟! فانا حقيقة بقدر ما أراه فإنني أرى ذلك النفور العربي من أن تستضيف أي قناة إسرائيلية مواطنا عربيا في بثها بقدر ما أنا أنظر للأمر على أنه موقف سياسي رياضي ويدل على مدى الرفض العربي لأي شيء إسرائيلي حتى ولو كان في مجال رياضي لا دخل له بالسياسة مما جعل مراسلي هذه القنوات يشتكون علنا من تصرفات المشجعين العرب منهم وكيف يسيئون لهم برفع أعلام فلسطين أمام كاميراتهم أو مباغتة المراسلين بذكر اسم فلسطين فور توجه الميكروفون لهم وهذا الأمر يزعجهم، وواضح جدا أنهم يرفضون هذه المعاملة التي اعتبرها المراسلون بأنها غير منصفة في حقهم رغم أن الوقت يبدو مناسبا من وجهة نظري لأن يتساءل الإسرائيليون ما سر هذا العداء العربي المجتمع عليهم رغم أن المناسبة رياضية بحتة ؟! عليهم أن يسالوا أنفسهم ماذا فعلت إسرائيل ( سياسيا ) ليرفضها العرب ( رياضيا ) ؟! وماذا أجرمت ( إنسانيا ) ليلفظها العرب ( رياضيا ) ؟! وماذا فعلت ( مجتمعيا ) ليتجنبها العرب ( رياضيا ) ؟! وهذه هي الأسئلة التي من الواجب على الإعلام الإسرائيلي أن يسألها للمجتمع الإسرائيلي قبل أن يتوجه مراسلوه إليه بالنياح والصياح ومرّ الشكوى على قنواتهم المتواجدة في قطر لتغطية المونديال والتي لا أظنهم حاليا ينجحون فيها النجاح المنشود الذي كانوا يمنون أنفسهم به لأن ما قامت وتقوم به إسرائيل في دولة فلسطين لا سيما القدس وقطاع غزة وما جاورها من جرائم وانتهاكات لا إنسانية واستيطان لا مشروع وضرب القرارات الدولية عرض الحائط ورفض حل الدولتين التي أُجبرنا عليه عربيا ولم يعد باليد حيلة لنفكر بدحر هذا الكيان من قلب الأمة العربية والإسلامية كما تود الشعوب العربية التي تبدو حتى مع حل الدولتين غير قابلة لتواجد هذا الكيان يعيش بينهم وما نراه اليوم من عزلة إعلامية يعيشها مراسلو القنوات الإسرائيلية في كأس العالم حاليا أكبر دليل على أن العرب لا يمكن أن ينسوا ما يفعله الإسرائيليون في فلسطين والفلسطينيين وأن الأعلام الفلسطينية التي يرفعها المشجعون العرب مرفرفة أو يتوشحون بها إنما هو موقف عربي واحد ضد محتل مغتصب يحاول اليوم أن يلتحف بفراء الحمل الوديع ليقبل أحد العرب أن يجري معه مقابلة تُحسب ضمن نجاحه الإعلامي في المونديال ولكن هيهات ثم هيهات !.