13 نوفمبر 2025

تسجيل

مَطْـلَبٌ وَضَـرورةٌ وطنيَّـةٌ

24 أكتوبر 2016

رؤيةُ قادتنا لقطر 2030 م، ومسيرتنا المونديالية، يدفعاننا لـمُناقشةِ قضيةِ نُدرةِ الصحفيين والإعلاميين القطريين في صحافتِـنا الـمَحليةِ، التي دارَ الجدلُ حولها طويلًا إلا أنه ظلَّ يدورُ بعيدًا عن محاورِها الرئيسيةِ، وكانَ يقومُ على الافتراضاتِ والتَّـمَنِّـياتِ. لابدَّ منَ التأكيدِ، بدايةً، على أنَّ الحديث فيها ليس اتِّـهاميًا، ولكننا ننتظرُ مزيدًا من الجهودِ يبذلُها رؤساءُ التحريرِ في صحفِـنا تَـتَـخَـطَّـى التصريحاتِ الـمُعتادةَ.وبعيدًا عن الافتراضاتِ والتَّصَـوُّراتِ، وعن الـمطالباتِ غير العَـمَلِـيَّـةِ التي اعتدناها عند مناقشةِ هذه القضيةِ، فلابدَّ من القولِ إنَّ العملَ في القطاعَـيْـنِ الحكوميِّ والـمُختلطِ، هو الهدفُ الرئيسي للخريجين والخريجاتِ، ومعظمُـهُـم لا يُبالون إذا لم تتناسبْ الوظيفةُ مع مجالاتِ تَخَصُّصاتهم، لأنها تُؤمِّـنُ لهم دخلًا عاليًا وضماناتٍ وعلاواتٍ وحوافزَ عديدة لا يستطيعُ القطاعُ الخاصُّ توفيرَها. وينطبقُ التوصيفُ السابقُ على خريجي وخريجاتِ كليةِ الإعلامِ.كحلٍّ أوَّل، نتمنى من الـمسؤولينَ في وزارة الماليةِ أنْ يضعوا خطةً يتمُّ تقديمُها إلى سعادةِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، ومجلسِ الشورى، تتعلقُ بإضافةِ بَـنْـدٍ إلى الـموازنةِ العامةِ يتيحُ الانتقالَ لطورِ تنفيذِ تصريحاتِ كبارِ الـمسؤولين بشأنِ التزامِ الدولة بدفْـعِ الفارقِ بين راتبِ الموظفِ القطريِّ في القطاع الخاص ونظيرِهِ في القطاعِ الحكوميِّ، لأنَّ ذلك سيُزيلُ مُعَـوِّقًا كبيرًا يَحولُ دون انخراطِ الشبابِ في العملِ الصحفيِّ، وفي الشركاتِ والمؤسساتِ الخاصةِ.ولأننا نتحدثُ عن الـمستقبلِ، فإننا نتمنى من وزارة التعليم والتعليم العالي أنْ تُولي إعدادِ الناشئةِ والشبابِ اهتمامًا كبيرًا في مراحلِ الدراسةِ ما قبلَ الجامعيةِ للعملِ الصحفيِّ عبر إدراجِـهِ كنشاطٍ اختياريٍّ، وإقامة دوراتٍ وندواتٍ، وإيفادِ الطلابِ والطالباتِ الـمتميزين ذوي الكفاءةِ في رحلاتٍ إلى الخارجِ تصقلُ مواهبَـهُـم وتُنَـمِّـيها. وبالطبعِ، فإنَّ الدولةَ لن تَألو جهدًا في الدَّعمِ الـماليِّ لـمثلِ هذا التَّـوَجُّـهِ البَـنَّاءِ.ومن جانبٍ آخر ينبغي على الإعلاميين والصحفيين والمثقفين والمختصينَ القطريين أن يتجهوا إلى التوعيةِ بأهميةِ العملِ الصحفيِّ ومميزاتِـهِ، وأنْ يؤكدوا على ضرورةِ ممارستِـهِ كَـمِـهنةٍ ووظيفةٍ لا تخضعُ للظروفِ والـميولِ الشخصيةِ.كلمةٌ أخيرةٌ: إنسانُنا القطريُّ مُبدعٌ وسيكونُ التحاقُـهُ بِـرَكْـبِ الصحافةِ نَقلَـةً نوعيةً في إعدادِ الـمجتمعِ لاحتضانِ الرؤى والأفكارِ التي تضمنُ بلوغَ مسيرتِـنا الحضاريةِ أهدافها.