07 نوفمبر 2025

تسجيل

الصيانة الدورية للأبراج

24 أكتوبر 2007

تشهد بلادنا في هذه الفترة طفرة عمرانية، ونهضة شاملة على مختلف الأصعدة، تجعلها واحدة من أكثر الدول على مستوى العالم نموا وتطورا.اي حديث عن التوسع العمراني يقفز الى الذهن الابراج التي تبنى، والمشاريع العمرانية التي تشيد في مناطق مختلفة من الدولة، وهو أمر يدعو للفخر والاعتزاز، ويبشر بمستقبل مشرق لبلدنا، ويؤكد نجاح السياسة الاقتصادية والتنموية التي تنتهجها قيادتنا الرشيدة.أمر رائع أن ترى كورنيش الدوحة وقد التفت حوله ناطحات السحاب، والابراج الشاهقة، ولكن السؤال: ماذا بعد الانتهاء من بناء هذه الابراج. . هل وضعت الخطط المناسبة لكيفية الصيانة؟ وهل لدى الجهات المختصة رؤية واضحة لكيفية التعامل مع هذه المنشآت بعد الانتهاء منها، خاصة وانها عالية التكلفة.القضية ليست في عملية البناء، وان كانت تمثل مؤشرا ايجابيا ومهما على النمو الذي تشهده بلادنا، انما ايضا يجب ان يكون هناك تفكير في كيفية معالجة اي قصور قد يقع في هذه المنشآت والابراج، والصيانة الدورية التي تتطلبها هذه المنشآت، وخدمات البنية التحتية المطلوب توافرها لعقود طويلة من الزمن.لا نريد ان نأتي بعد سنوات لنبحث عن حلول لمشاكل قد تترتب على قيام هذه الابراج، كما هو حاصل حاليا في قضية المواقف الخاصة بالابراج على الكورنيش ، والازمة المرورية الخانقة التي تعيشها تلك المنطقة، كونها لم تعد سابقا لتشييد مثل هذه المشاريع الكبيرة، اضافة الى ان البنية التحتية كذلك، سواء الصرف الصحي أو الكهرباء أو المياه، لم تكن مهيأة لاستيعاب مثل هذه الابراج.لذلك من المهم من الآن التخطيط لما ستكون عليه هذه المشاريع بعد الانتهاء منها، وكيفية التعامل معها، وايجاد البنية التحتية المتكاملة لها.ومن اجل ذلك يمكن اشراك القطاع الخاص في هذا الجانب من خلال قيامه بتوفير الخدمات المساندة، خاصة فيما يتعلق بالصيانة الدورية، مع الزام أصحاب هذه الابراج بضرورة توفير كل ما هو متعلق باجراءات الامن والسلامة في هذه المنشآت، خاصة وانها من المتوقع ان تتجاوز في ارتفاعاتها المائة طابق، وهو ما يعني ان هذه الابراج يفترض انها مجهزة بأحدث التقنيات في عالم الامن والسلامة.يجب الاستفادة من تجارب الدول الاخرى في هذا المجال، والبناء على تلك التجارب بحيث لا نقع في نفس فش التي وقع فيها الآخرون، ولا يجب الانتظار لحين ظهور المشاكل ومن ثم البحث عن حلول لها، بل يجب وضع كل الاحتمالات، حتى نتفادى اي مشاكل قد نتعرض لها مستقبلا، وحتى لا نكرر اخطاء الآخرين.