08 نوفمبر 2025

تسجيل

قصة ملك!

24 سبتمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان أهل المدينة يختارون ملكهم بالقرعة، بحيث يحكمهم لمدة سنة واحدة فقط، وبعد ذلك يُرسل إلى جزيرة بعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره، ثم يختارون ملكًا آخر، وهكذا كل سنة، وفي يوم ما، وقع الاختيار على شاب عُرف بذكائه وحكمته، فكان أول شيء فعله بعد تربعه على كرسي الحكم، أن أمر وزراءه بأن يأخذوه إلى الجزيرة التي يرسلون إليها الملوك. وصلت سفينة الملك إلى الجزيرة، فوقع بصره على كل أطرافها، فوجدها قد كستها الغابات الكثيفة، وسمع بها أصوات الحيوانات المفترسة، وأثناء تجواله وجد جثث الملوك السابقين مرمية على الأرض، وقد أتت عليها الحيوانات، فعاد إلى مملكته، وأرسل على الفور عددا كبيرا من العمال، وأمرهم بإزالة الأشجار الكثيفة، وقتل الحيوانات المفترسة، وكان يزور الجزيرة كل شهر ويتابع العمل بنفسه، وبعد شهرين تم تنفيذ كل خططه، من مرسى للسفن، وقصر فخم خلفه حديقة خلابة، وغابة نظيفة ومرتبة بها آلاف الأشجار الجميلة والورود الجذابة، وحظائر للحيوانات الأليفة التي جلبت من كل حدب وصوب.بعد أن استقر الأمر، ومضت نصف سنة من حكمه، عاشها الملك عيشة زاهدة وسط شعبه، لبس فقط الملابس المتواضعة البسيطة، وأنفق الكثير من الأموال على فقراء المدينة، ودعم المشاريع التنموية والبنى التحتية، وبالوقت نفسه، أنفق الكثير من الأموال والاهتمام على جزيرته، من رواتب العمال، والزراعة ونفقات تربية الحيوانات، والصيانة حتى اكتملت السنة.جاء دور الملك ليترك الحكم وينــتــقل إلى الجزيرة حسب دستور وعرف البلاد، وأثناء مراسيم الوداع، لبس وجهاء البلد الثياب الفاخرة ووضعوه على السفينة قائلين له وداعًا أيها الملك! ولكن الملك على غير عادة الملوك السابقين، فقد كان يضحك ويبتسم "وبكل ثـقة"، فسأله الناس عن سر سعادته، فقال، بينما كان من سبقني منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة الحكم، كنت أنا مشغولًا بالتفكير في وضع خطط المستقبل، فأصلحت الجزيرة وعمرتها حتى أصبحت جنة، ويمكن أن أعيش فيها بقية حياتي في سلام وسعادة. أخي وأختي، هل خططت للمستقبل وعمرت دار الآخرة؟ أم مازلت منغمسا بملذات الحياة؟