04 نوفمبر 2025

تسجيل

نصيحة المريد في صبيحة العيد

24 سبتمبر 2015

الاعياد من اهم ما تتميز به الشرائع والاديان، وتمييز شخصية المسلم وترسيخ هويته من المقاصد الجليلة التي اكدت عليها شريعة الاسلام، ونحن نتسامى بأعيادنا ونقرنها بأمجادنا، ونحتفل بها تجسيدا لمعانيها العظيمة كونها شعيرة من شعائر ديننا الحنيف، فاذا احتفلنا باعيادنا كما شرع لنا خالقنا جل وعلا فاننا نمتثل اوامره في اداء ما خصنا به من مناسك حيث ان النسك عبادة وقد سماه الله تعالى بذلك، فالأصل في الاعياد انها عبادات.ومن كرم الله علينا ان جعل اعيادنا تعبدية شرعية وليست بدعية شركية، فاذا كان غيرنا يحتفلون بما يخصهم بطريقتهم فان لنا ما يميزنا ويخصنا ويرسخ هويتنا وشخصيتنا الفريدة.وتكمن قيمة اظهار الفرح في صبيحة العيد بقدر ما نحرص على ترجمة معانيه وتعزيز عناصره النبيلة وتأكيد مقاصده الرائعة، وهذه الثوابت لابد ان نجعلها منطلقا عند اقامة الفعاليات الاحتفالية المنسوبة للعيد، وعيد الأضحى الذي نستقبل اول ايامه المباركة لهذا العام يرتبط بعناصر ودلالات رمزية في غاية الجمال والاصالة تتصدرها الكعبة المشرفة وجبل عرفات وصلاة العيد، واصوات التكبير والتلبية، والاضحية، والبشت والسديري، والعود والمدخن، ومرش الطيب، والعيدية، وعرضة العيد والاناشيد الشجية. فان توظيف هذه العناصر وما تحمله من ايحاءات ورسائل ايجابية يجب ان تكون حاضرة وفعالة في كل مظهر من مظاهر الاحتفاء بقدوم العيد، وان تراعي الجهات المنظمة للاحتفالات هذه القيم الاصيلة والعناصر الراسخة وهي تقيم فعالياتها مع التأكيد على احترام خصوصية وطبيعة المجتمع القطري المسلم والعائلات الخليجية التي تفد الى بلادنا لقضاء اجازة العيد. اما ما يحدث من استقدام فرق الاستعراضات الأجنبية الراقصة والموسيقى الصاخبة، والمسرحيات الهابطة، فليس من عيدنا في شيء بل هو تشويه وتعد سافر على قيمنا وحضارتنا وهويتنا وثوابتنا الشرعية والاجتماعية لابد من التصدي له. يقول الشيخ رضا الصمدي: الشعوب التي لها بحبوحة ولهو مباح بين الفينة والفينة هي شعوب جادة كادحة تسعى نحو مراقي التقدم، اما من يلهث وراء نزوة اللهو في كل لحظة فلا مكان له بين الشعوب المتحضرة (الشبكة الاسلامية ). ان المسؤولية تحتم علينا جميعا تأكيد تميزنا واعتزازنا باصالتنا والتمسك بهويتنا، والعيد موسم وفرصة ثمينة لأداء هذ الواجب الحضاري الذي شرفنا به الله عز وجل وميزنا لنكون امة واحدة مهابة وقوية. — تهنئة — هنيئا لحجاج بيت الله، وهنيئا لصائمي يوم عرفة، ومرحى لهذه الجموع المباركة من ِشهود صلاة العيد، يصلون أرحامهم وجيرانهم، وكل من تعهد الفقراء والمساكين وادخل البهجة الى نفوسهم، وتقبل الله من المضحين، وعيدكم مبارك.