04 نوفمبر 2025

تسجيل

السحب السوداء

24 أغسطس 2020

مازلت أرى تلك السحب السوداء المخيفة تجوب سماء العالم العربي والخليج منذ مدة طويلة تحملها الريح الهوجاء المُصفرة المُغبرة الجاهلة والتي لا تخاف الله بلا ضمير ولا إنسانية من بلد إلى بلد والتي لم نعهد مثلها من قبل . فنسأل الله بعظمته وجلاله بأن تهب علينا الرياح الموسمية المأمولة والمشمولة برحمته وتكون سحبها جبال شاهقة لم نر مثلها من قبل من السحب الموسمية وتقتلع تلك السحب السوداء المؤذية ، فالموسمية منذ عَهدنا بها عندما تأتي إلى أي مكان يجلب مطرها الخير والنماء وترى الأرض مخضرة والأنفس المتعبه سعيدة ويكثر الفرح والحبور وتحيا الأنفس بالأمل بغد مشرق ومستقبل جديد طال انتظاره ولا يعود لتلك السحب السوداء في فضائنا الفسيح أي مكان ولا تمطر تلك السحب سيئة السمعة والصيت علينا أمطارا حمضية سوداء خبيثة . ألا يكفي ما خلفته من دمار وقتل وجراح فلقد سرقت الأمن والأمان والذي بدونه تصبح حياة البشر بلا قيمة ولا معنى ولا هدف، وجرفت سيولها في طريق مرورها كل شيء جميل ونبتت أشجارها السامة وأثمرت بالنزاعات والتفاهات والتآمر وأفسدت حياة الناس وسرقت أرزاقهم واستنزفت ثروات بلدانهم على أشياء مدمرة مسحت كل نظرة طموحة للمستقبل ولم تورث إلا نكسات نكبات سياسية واقتصادية واجتماعية وحماقات لم يعهد التاريخ مثيل لها، والذي فيه من العبر والدروس الشيء الكثير ولكن الحمقى لا يصغون للنصيحة ولا يتعلمون من التجارب السابقة مثل الحروب العالمية المدمرة أو من هتلر النازي أو موسوليني . و كم من مقدرات هائلة ذهبت ويمكن لا تعود كانت الشعوب في حاجة ماسة لها وكانت البُنى التحتية المتهالكة وجيب المواطن أولى بها وفي مأمن من الرسوم التي لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل ، فهو ليس مسؤولا عن تصرفات متهورة ولا عن جنون عظمة ليس له مكان إلا في أفلام الخيال العلمي ولا لتطلعات غير واقعية نحتاج لسنين ضوئية حتى نصل إليها. [email protected]