11 نوفمبر 2025

تسجيل

أحكام صيام الأيام الستة من شوال

24 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب صيام ستة من شوال للحديث الذي رواه مسلم بسنده عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر». وهذا مذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم. وقال مالك وأبو حنيفة يكره ذلك، قال مالك: ما رأيت أحدا من أهل العلم يصومها، فيكره لئلا يظن وجوبه. ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح وإذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها، كما قال الإمام النووي. أما القول بأنه قد يظن وجوبها فإن هذا الكلام يرد وينتقض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب، وقال الشوكاني: ويلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها، ولا قائل به. ويجوز للمسلم أن يصوم الأيام الستة متوالية عقب يوم الفطر، كما يجوز تفريقها، وكذلك يجوز تأخيرها إلى أواخر شوال، وتتحقق فضيلة المتابعة لأن هذا كله يصدق فيه أنه أتبعه ستاً من شوال. وأما أن هذا كصيام الدهر فإن السنة يفسر بعضها بعضا، وقد فسرت السنة هذا في موطن آخر بصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها. كما أخرج أحمد وابن ماجه والنسائي من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صام رمضان وستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها". فرمضان بعشرة أشهر والستة بشهرين. قال ابن حجر في فتح الباري: المراد حصول الثواب على تقدير مشروعية صيام ثلاثمائة وستين يوما، ومن المعلوم أن المسلم المكلف لا يجوز له صيام جميع السنة. وقد اختلف العلماء في جواز الجمع بين نية قضاء أيام من رمضان لمن عليه قضاء، ونية صيام الأيام الستة المستحبة من شوال، خاصة بعض النساء اللاتي عليهن قضاء أيام من رمضان بسبب الحيض أو غيره. فمنهم من أجاز الجمع بينهما في نية واحدة، لأن الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى. ومنهم من منع الجمع بينهما في نية واحدة، وأوجب تقديم القضاء الواجب، لأن الواجب مقدم على السنة، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"دين الله أحق أن يقضى". ومنهم من منع الجمع بينهما في نية واحدة، وقال بتقديم السنة على القضاء، لأن وقتها محدود بشهر شوال فقط ، أما القضاء فإن وقته موسع طوال العام إلى شعبان من العام التالي. والذي أطمئن إليه هو تقديم القضاء على النافلة، فإذا لم يجد المسلم من نفسه طاقة لصيامهما كل على حدة، فإن فضل الله واسع، وعطاءه بلا حدود حتى إن بعض علماء الشافعيّة قالوا: إن ثواب السِّتّة أيام يحصل بصومها قضاء، حتى لو لم ينوها، وإن كان الثواب أقل ممّا لو نواها. وبعض الناس يطلقون على هذه الأيام الستة من شوال أنها الأيام البيض، وهذا خطأ ولم ترد به سنة، ولكن الصحيح أن صيام الأيام البيض المقصود به صيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري وقد بوب البخاري في صحيحه بابا بعنوان "صيام أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة" وذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام".. وهي مفسرة في حديث آخر رواه الطبري، بسنده عن جرير بن عبد الله البجلي، عن النبي، عليه السلام، أنه قال: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، أيام البيض: صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة". والمراد بالبيض الليالي، وهي التي يكون فيها القمر من أول الليل إلى آخره، وكانوا يقولون: أيام البيض بالإضافة، لأن البيض من صفة الليالي، أي: أيام الليالي البيضاء.