10 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن المهاجم في أي معركة عسكرية هو الذي يختار الوقت والأسلوب وحجم القوة البشرية المشاركة وحجم الإسناد الناري والجوي المطلوب للمعركة، وأماكن وأسلوب الاقتحام بعد عمليات التجريد والقصف التمهيدي المطلوبة وأسلوب وأماكن الاختراق، وكذلك تقدير حجم الخسائر المحتملة بالقطع والأسلحة، وعليه يتم اتخاذ قرار خوض المعركة من عدمه ارتكازا على هذه المعطيات، فحسابات النصر أو الهزيمة لا تعتمد فقط على النتائج المتحققة بل على حجم وطبيعة الخسائر المحتملة أيضًا. وعادة فإن معركة مثل معركة الفلوجة لا يتطلب اختراقها من الناحية العسكرية الصرفة (بعيدا عن طبيعة طرفي الصراع) أكثر من حشد ثلاثة أضعاف القوة المدافعة، يتبعها عملية تجريد بالقوة الجوية لمدة لا تتجاوز الساعات. ثم قصف مدفعي وصاروخي تمهيدي لا يتجاوز أكثر من ساعتين على مواقع منتقاة بدقة وفقا لتقارير الاستخبارات والصور الجوية ومنظومات الرصد والاستطلاع والحرب الإلكترونية، وليس قصفا عشوائيا وحشيا متعمدا ضد المدنيين الأبرياء. ومن ثم تنطلق القوة المهاجمة من محور رئيسي وآخر ثانوي وقد يرافق ذلك محور وهمي للمخادعة.أما ما حدث من حشد هذه القوة الهائلة التي تضاعف قوة المدافع بأكثر من خمسين ضعف، فالقوة المدافعة حسب المعلن لا تتعدى ألفي مقاتل بينما حجم القوات المهاجمة من القطع العسكرية وميليشيات الحشد الشعبي وقوة مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة وميليشيات فيلق القدس الإيراني وما يسمى الحشد العشائري والشرطة الاتحادية وغيرها تتجاوز المائة ألف. أما حجم القوات الجوية المقاتلة وطائرات الأباتشي للتحالف الدولي والحكومية وطيران الجيش وكذلك كتائب المدفعية والصاروخية والهاونات فهي تعادل القوات المهيأة لاحتلال دولة وليس مدينة بحجم الفلوجة. ناهيك عن عملية الحصار والتطويق المطبق للمدينة الذي سبق العملية بأكثر من شهرين. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الهجوم بدأ يوم 22 مايو أي منذ ما يقارب شهر في الوقت الذي أعلن فيها قائد ما يسمى بعمليات الفلوجة بأن الاقتحام سيكون خلال ساعات، فإن ذلك يعني أن حسابات الربح والخسارة لم تدخل في حسابات المخططين بل الهدف تحقيق هذا النصر الوهمي حتى لو أبيدت قوتهم البشرية العسكرية بالكامل من الجنود ومتطوعي الحشد الصفوي المغرر بهم والمتخلفين فكريا وعقائديا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ولذلك فإن المعركة لا يمثلها أي ميزان أو معيار عسكري في حسابات المنطق.أما الظهور المباشر والمقصود بالصورة الإعلامية لقاسم سليماني والإيحاء بأنه البطل الذي لا يشق له غبار فهو تسويق إيراني غبي أريد منه الإعلان الصريح عن تجسيد إستراتيجية ما يسمى بتصدير الثورة بالقوة المسلحة، ناسين أو متناسين بأن ذلك يفضي إلى الاستفزاز الخطير والمثير لكرامة وقيم المواطن العراقي العربي الأصيل الذي قاتلهم هو أو أبيه في القادسية الثانية، أو استشهد أحد من أهله فيها، فتأصل الحقد المشروع جينيا ووراثيا وثقافيا ضد المشروع الصفوي سواء أكان المواطن سنيا أم شيعيا. أما تلك الجرائم التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية الوحشية ضد الإنسانية التي نفذتها ميليشيات الحشد الشعبي في شباب وشيوخ ونساء الصقلاوية والكرمة والفلوجة وأمرلي وغيرها فإنها كلها ستؤدي في الزمن القريب القادم إلى تأسيس وإضافة قوة مقاومة هائلة من أبناء وأقرباء وأصدقاء المغدورين ومن أبناء الشعب الأصلاء، الذين كانت الضبابية تغطي عقول البعض منهم ورؤاهم، بعد أن تكشف لهم الحق من الباطل. فتنضم هذه القوة الجديدة إلى قوة المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة التي بقت خلال الفترة المنصرمة تراقب الصراع بين النقيضين داعش والميليشيات الإيرانية. وتحشد قواها لتقرر بعد حين قصير الانطلاق المبارك لسحق تلك الميليشيات الإيرانية المتهاوية وإعادة العراق إلى ما كان عليه عزيزا عروبيا قويا، تجسيدا لرؤية الخليفة الراشدي الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه بأن العراق جمجمة العرب ورمح الإسلام الذي لا ينكسر في الأرض. وعسى الله تعالى بعد هذا الاختبار الصعب أن يجعل نصره قريب (ألا إن نصر الله قريب). وسيفرح به العراقيون العروبيون الصابرون المحتسبون ومعهم كل أشقاؤهم العرب وأولهم أهلنا في الخليج العربي الذي يبقى العراق حصنهم المتقدم ضد المشروع الصفوي الذي يستهدفهم، وإن الله ناصر من يتقيه.