11 نوفمبر 2025

تسجيل

توبة سجاح من الكذب هل تحل الكلام عنها؟

24 يونيو 2015

الروايات تقول إن انتصار خالد بن الوليد على تمرد طليحة بن خويلد الأسدي وقضائه على مالك بن نويرة الذي اتبع سجاح ومن ثم هزيمة سجاح وقومها أمام خالد كان سببا في هروب سجاح إلى العراق فهي من الموصل ولها علاقات بفارس الذين ساعدوها في تجييش الناس لمحاربة الخلافة، وبعد انتصار المسلمين وإحكام قبضتهم على الجزيرة العربية بالكامل فكرت سجاح بالعودة والتوبة وفعلا تابت وحسن إسلامها وتوفيت في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان .لكن هل هذه التوبة تحل الكلام عن كذبها وما دار بينها وبين مسليمة خاصة أن هناك لقاءً شهيرا لا يخلو من ابتذال في الحديث كان بينهما؟أرى أن ذلك يجوز في المجمل العام، ولا يجوز بسرد التفاصيل التي لم يتفق المؤرخون على صحتها، حيث إن هذه المرحلة التاريخية تعد درسا للأجيال بحلوها ومرها وخيرها وشرها، والتاريخ يحفظ أنها ادعت النبوة وكانت مرحلة مهمة من مراحل التاريخ الإسلامي، ومن ثم إغفال أمرها لا يعد مناسبا.أما تفاصيل لقائها بمسيلمة فقد اختلفت فيها الروايات، فالطبري يذكر رواية فيها دعوة مسيلمة سجاحا إلى الزواج بعد أن هيأ لها مكانا تشتهي فيه الرجال، ثم تزوجها ولم يصْدُقها وبعد ذلك أصدقها إسقاط صلاة العصر.ويكتفي أبو الفرج الأصفهاني في أغانيه بذكر خبر زواجها من مسيلمة مبينا أن سجاح أسلمت بعد تلك الحادثة وحسن إسلامها.ويرى أحد الباحثين أن حروب الردة ارتبطت بقضية مزدوجة ذات شقين اقتصادي شرعي، وهي الحروب التي يرى عدد من الباحثين إنها لا تعني الارتداد الديني، بل هي احتجاج على طبيعة الخلافة، وخلاف بين أنحاء الجزيرة على أحقية ومآل تلك الخلافة، وإعادة السؤال حول أموال الجزية والخراج بين الكتل الاجتماعية غير الداخلة في الإسلام حتى ذلك الوقت؛ لذا كان النظر إلى حروب الردة على إنها استكمال لفتح ما تبقى من الجزيرة العربية تحت شعار قتل المرتدين، ولعل هذا ما يفسر اجتماع هذا العدد الهائل من الناس حول حركة( سجاح الموصلية). ويعضد هذا الرأي القصة المشهورة في كتب التراث عن موادعتها مع مالك بن نويرة ( والموادعة تعني المتاركة والمسالمة على ترك الحرب)!وبناء على إسلام سجاح فإن الباحث يرى أنه لا يجوز التندر بقصص خيالية وضعها القصاصون والكذابون ذوو المنهج الإسرائيلي في التفكير والعداء لإسلامنا .والخلاصة إن سجاح بنت الحارث بن سويد التميمية من بني يربوع، متنبئة مشهورة، كانت شاعرة أديبة عارفة بالأخبار، تزوجت بمسيلمة وأقامت معه قليلاً ثم انصرفت إلى أخوالها بالجزيرة، أسلمت بعد قتل مسيلمة، ماتت بالبصرة وصلى عليها سمرة بن جندب.. فهي مسلمة حسن إسلامها وحسابها على الله في الفترة التي ادعت فيها النبوة، فالله يغفر الذنوب جميعا، وذكرها يأتي على قدر العلم بالتاريخ والله أعلم .