16 نوفمبر 2025
تسجيلجميل أن نقرأ ما قالوا وأن نتأمل ما سطرته أيديهم، تلك السلسلة الذهبية التي مبدؤها الصحابة الكرام ومنتهاها الأئمة الأعلام فرضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله أئمتنا وعلماءنا وقادتنا ودعاتنا وأهل الصلاح والإصلاح ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم، قالوا وكتبوا لله، وأخلصوا العمل وصدقوا في التوجه، فبارك الله في أعمالهم وأقوالهم، وما زالت الأمة تتداول ما قالوا وما كتبوا، وتحب أن تقرأ لهم وتستقي من بحورهم الزاخرة، وعلومهم النافعة، التي اغترفوها من إمام الهدى عليه الصلاة والسلام، وهم ما عرفوا الشهرة ولا عرفتهم، ولسوف تبقى هذه النماذج حية بصفحاتها الناصعة لأهل الأرض على امتداد الأيام، قدوة للأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حملوا هذا الدين بقوة وإخلاص وبإيمان عميق، وفهم دقيق، وعمل متواصل لتبليغه للعالمين. فمن روائع الصحابي حكيم الأمة أبي الدرداء رضي الله عنه:-" إنما أخشى على نفسي أن يقال لي على رؤوس الخلائق: يا عويمر هل علمت؟ فأقول: نعم! فيقال: ماذا عملت فيما علمت ؟"."اغدوا فإنا رائحون، أو روحوا فإنا غادون، موعظة بليغة، وغفلة سريعة، كفى بالموت واعظاً، يذهب الأول فالأول، ويبقى الآخر لا حلم له "." أحب الفقراء تواضعاً لربي، وأحب الموت اشتياقاً إلى ربي، وأحب المرض تكفيراً لخطيئتي " اعبد الله كأنك تراه وعد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم، واعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك، وأن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى " ." اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم". " استعيذوا بالله من خشوع النفاق، قيل له: وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعا؛ والقلب ليس بخاشع "." ادع الله يوم سرَّائك؛ لعله يستجيب لك يوم ضرائك "." اعبد الله كأنك تراه حتى تلقاه وعد نفسك من أصحاب الأجداث واتق دعوة المظلوم "." تعلموا العلم قبل أن يرفع العلم فإن ذهاب العلم ذهاب العلماء لولا ثلاث خصال لصلح أمر الناس: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه، من رزق قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة فنعم الخير أوتيه، ولن يترك من الخير شيئا من يكثر الدعاء عند الرخاء يستجاب له عند البلاء ومن يكثر قرع الباب يفتح له " ." إنى لآمر بالأمر ولا أفعله ولكن أرجو من الله أن أؤجر عليه "." وأخيراً..." قال أبو ذر رضي الله عنه عن أبي الدرداء رضي الله عنه " ما حملت ورقاء ولا أظلت خضراء أعلم منك يا أبا الدرداء ".