13 نوفمبر 2025
تسجيلمن شأن القمة التاريخية التي عقدت بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في الرياض الأسبوع الماضي أن تمهد الطريق أمام تعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين. حاليا، يرتبط الطرفان باتفاق إطاري للتجارة والاستثمارات. الهدف البعيد عبارة عن إبرام اتفاق للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمنظومة الخليجية وهو خيار غير متوافر حاليا لأسباب لها علاقة بالمطالب الأمريكية فيما يخص تعزيز الحقوق المدنية والسياسية بما في ذلك حرية تشكيل النقابات العمالية فيما يخص العمالة المحلية وحرية تغيير الكفيل بالنسبة للعمالة الوافدة. يشار إلى أن لدى الولايات المتحدة اتفاقا منفصلا للتجارة الحرة مع كل من البحرين وعمان. حديثا، تم الاحتفال بمرور 10 سنوات على دخول اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والبحرين حيز التنفيذ. من جملة الأمور، فتح الاتفاق آفاق واسعة أمام الشركات البحرينية للوصول لأكبر سوق في العالم. كما يعد الاتفاق بمثابة ميزة تسويقية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة للبحرين عبر التأكيد بأن القوانين التجارية المعمول بها في البحرين تلبي المطالب الأمريكية والتي تتميز بأنها دقيقة وشاملة مع التأكيد على المنافسة.ولم يكن أمام كل من البحرين وعمان خيار سوى تلبية الشروط الأمريكية لتحسين القوانين المتعلقة بحقوق العمال الأجانب وحقوق النشر من أجل كسب تأييد الكونجرس للاتفاق.ومع ذلك، يمتلك الطرفان الأمريكي والخليجي خيار تعزيز التجارة والاستثمارات البينية، تشير البيانات الصادرة من مكتب الإحصاء الأمريكي لنتائج تباين مستويات التجارة مع دول مجلس التعاون الخليجي. على سبيل المثال، بلغت قيمة التجارة في السلع بين الولايات المتحدة والسعودية نحو 42 مليار دولار بما في ذلك صادرات من السعودية بقيمة 22 مليار دولار. في المقابل، صدرت الولايات المتحدة بضائع بقيمة 23 مليار للإمارات مقابل واردات 2.5 مليار دولار في السنة نفسها، الصادرات الأمريكية للإمارات هي الأعلى بين دول مجلس التعاون حيث تشمل معدات النقل وأجهزة الكمبيوتر والمنتجات الإلكترونية وتؤكد استفادة الشركات الأمريكية من مرافق الموانئ في الإمارات خصوصا دبي كنقطة عبور. ولا بأس الإشارة إلى قصة نجاح في العلاقة التجارية وتحديدا في قطاع الطيران عبر اتفاقيات الأجواء المفتوحة. تمارس ثلاث شركات للطيران أي الإمارات والقطرية والاتحاد دورا محوريا في الربط الجوي بين الجانبين عبر تسيير رحلات يومية إلى العديد من المدن الأمريكية. فحسب أحدث الإحصاءات، هناك 25 رحلة يومية من الولايات المتحدة من دون توقف إلى مطارات دبي والدوحة وأبو ظبي. وحدها طيران الإمارات تسير 15 رحلة يومية بين دبي والولايات المتحدة عبر مدن نيويورك وشيكاغو وبوسطن وواشنطن العاصمة وأورلاندو وهيوستن ودالاس ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وسياتل، وكانت الإمارات قد بدأت بتسيير أولى رحلاتها إلى مدينة نيويورك في عام 2004.من جانبها، سوف تسير الخطوط الجوية القطرية رحلة يومية وبدون توقف بين الدوحة وأتلانتا في شهر يونيو. حتى الآن في 2016، بدأت القطرية رحلات إلى مدينة لوس أنجلوس في شهر يناير وبوستن في منتصف مارس فضلا عن إضافة رحلة يومية ثانية إلى نيويورك. الأمر الآخر اللافت في هذا الصدد عبارة عن توفير ميزة إنهاء جميع إجراءات الهجرة والجمارك والتفتيش في المبنى رقم 3 في مطار أبو ظبي قبل ركوب الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة، تمنح هذه الخدمة ميزة خاصة للمسافرين على متن رحلات طيران الاتحاد.باختصار، شكلت القمة بين الجانبين الأمريكي والخليجي مفصلا تاريخيا وتقديرا أمريكيا واضحا لأهمية ودور دول مجلس التعاون الخليجي للمساهمة في حل بعض التحديات العالقة مثل محاربة داعش.