14 نوفمبر 2025
تسجيلأكثر ما يصيب الناس بالإحباط وعدم الرضا هي مقارنة النفس بالآخرين لانعكاساتها السلبية على الرضا الذاتي والتصالح مع النفس، والقناعة بقضاء الله وقدره، ولعل من أهم سلبيات المقارنة بالآخرين اهتزاز الثقة بالنفس، وبالتالي التذمر على الظروف التي يعيشها الفرد، والتي قد تدفعه للقيام بأمور غير سوية قد تؤدي لعقوبات غير محمودة. وللأسف أن برامج التواصل الاجتماعي ساهمت في خلق شعور المقارنة عند كثير من الناس خاصة أولئك الذين يعيشون ظروفا اجتماعية ومادية صعبة، فبعض مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي يعرضون تفاصيل الترف والبذخ الذي يعيشونه فيخلق ذلك حسدا عند بعض النفوس الضعيفة أو المحرومة، الوضع نفسه عندما يعرض بعض المشاهير علاقاتهم الأسرية بكل تفاصيلها الدقيقة سواء علاقتهم مع أزواجهم أو أبنائهم أو أهلهم وبالطبع هم يعرضون الجانب الإيجابي منها وقد يكون الحميمي فهذا يسبب إحباطا عند البعض ممن يعيشون حياة غير مستقرة مع عائلاتهم وتجدهم يتحسرون على أوضاعهم الاجتماعية والمادية وغيرها. وتشير الإحصائيات النفسية أن المقارنات تؤذي النفس وتسبب عدم الرضا والاكتئاب وانعدام معرفة نقاط القوة والضعف وسيطرة الأفكار السلبية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، وعندما يبدأ الشخص بمقارنة نفسه مع الآخرين فإنه يدخل في دوامة غير منتهية، وبذلك يظلم الإنسان نفسه، لأن النفس التي تستسلم للمقارنة تظل ضعيفة دائماً، وتُسطح التفكير، وتجعل الانسان يعيش في عالم وهمي لاعتقاده بأن كل ما يشاهده من حياة الآخرين صحيح وحقيقة في حين أن الجزء الأكبر من حياتهم مخفية عن الجمهور ولا نعرف تفاصيلها التي قد تكون غير سعيدة ولا تناسبنا لو عرفناها. ويُنصح بتجنب المقارنات بعدة أمور مثل تجنب التعرض للحسابات المبالغة في عرض تفاصيل حياتها المترفة والتي تُشجع على الثقافة الاستهلاكية والشرائية، الوعي بأن ما يتم مشاهدته ليس الحقيقة كاملة وإنما ما يرغب المؤثر في بثه للجمهور، يمكن تحويل ما يتم مشاهدته من نجاحات إلى مُحفز للاجتهاد وللعمل وخوض تجارب جديدة، كلما كان الإنسان متصالحاً مع نفسه وراضياً بقدره كلما صعب تسلل المشاعر السلبية لنفسه، بالتأكيد أن لكل شخص إنجازات لذلك ضروري توثيق تلك الإنجازات والاطلاع عليها للابتعاد عن الضعف، إحاطة النفس بأصدقاء مخلصين وأوفياء ومحفزين دائماً من أكثر الأمور التي ترفع المعنويات وتطرد المشاعر السلبية. لتعزيز شعور الرضا الذاتي لابد من الإيمان بعدل الله في توزيع الأقدار، فقد يحرمك الله من نِعم تراها عند الآخرين رحمة بك لأنه أدرى بقدراتك والعكس صحيح، لذلك ضروري تأمل النِعم في حياتنا وشكر الله عليها. • علينا دائماً أن نركز في مقارنة أنفسنا لنكون أكثر نجاحاً مما سبق، وألا نسقط في فخ المقارنات التي قد تجعلنا لا نستغل نقاط القوة لدينا ولا نستمتع بما نملكه في حياتنا! • لا تقارن نفسك بالآخرين حتى لا تتمكن منك الامراض النفسية وأهمها الحقد وكره النجاح والانشغال بالآخرين أكثر من السعي لتطوير الذات!