15 نوفمبر 2025
تسجيللم تبق مجرد مصطلحات لغوية متداوله، لكنها فُعّلت على أرض الواقع لتكون سلوكا ممارسا باستنكار المجتمع، الحرية المطلقة والمدنية المعاصرة والرفاهية المترفة والعالم الافتراضي على الآخر، جميعها شكّلت فكراً معاصراً متجرّداً من القيم الخلقية والدينية التي تصونه من ملوثات الفكر الغربي المنتشر في مجتمعاتنا العربية والخليجية، الذي يهدف إلى خلق شخصية متمردة غير متزنة خارجة عن حدود الطبيعة، كما هي خروجها عن النهج الديني. ليصبح التقليد والمسايرة بلا وعي ديدن الكثير دون إصدار قوانين مانعة للحد من انتشارها، لذلك تحولت المصطلحات اللفظية إلى واقع سلوكي أخلاقي، لتؤكد الهشاشة العقلية في الثقافة الدينية غير الواعية، التي تطوق الفكر الشبابي بكلا الجنسين، يفسرها انتشار المثلية والزواج العرفي وزنا المحارم واختلاط الأنساب وإسقاط قوامة الرجل والإيحاءات الجنسية والاعتداء الجنسي على الأطفال، وإلغاء قوامة الرجل وانتشار النسوية وزواج المتعة وغيرها تحت مظلة ما يسمى الحرية الشخصية مواكبة بما جاء في بنود اتفاقية سيداو التي أقرتها الأمم المتحدة الهادفة إلى زعزعة القيم والنهج الإسلامي من فكر وسلوك الأجيال القادمة ومحاربته، لتمكين المرأة من سلب قوامة الرجل، وينقل صورتها اليوم إعلامنا لتتحول رسالته السامية من البناء إلى الهدم، ولا نستنكر اليوم ما نراه في واقعنا كما تشير الاحصائيات الرسمية في بعض دول الشرق الأوسط زيادة العنوسة يقابله الامتناع عن الزواج وقلة الإنجاب وزيادة الطلاق والخلع كما هو زيادة عدد الشاذين والمنحرفين والمتمردين. …. الخطورة اليوم حين تخترق تلك السموم الإعلام المرئي في قنواته الرسمية الفضائية والتشهير بها، والتأكيد على وجودها من خلال انتاج المسلسلات وعرضها، وتكون موضع استنكار واستهجان وجدل ما بين الرفض والقبول من المجتمع، يضاف اليها التصوير لمشاهد هادمة للأسرة وقوامها، العنف الخيانة القتل التمرد القسوة التفكك المخدرات، جميعها محور أغلب المسلسلات الخليجية في السنوات الأخيرة، أعطت دافعاً قوياً في زيادة ظاهرة نسبة العنوسة والطلاق والخلع وتمرد الأبناء وخروجهم عن الأسرة، ليس أدل اليوم على عرض المسلسل الخليجي المشترك خليجيا وعربيا «في كتابة النص والإخراج والتصوير والتمثيل بعنوان «زوجة واحدة لا تكفي» المقتبس من فيلم أحمد زكي «امرأة واحدة لا تكفي» الذي أثار جدلاً في الأوساط الخليجية عامة ودولة الكويت خاصة، والمطالبة بوقفه ومنعه لإثارته موضوعات جريئة، ومسيئة ودخيلة، وتصويره المجتمع الخليجي كبؤرة مهيأة خصبة لممارسة الرذائل المخالفة للنهج الديني، مفردات إيحائية ومشاهد خارجة عن القيم والمنهج الديني، ولا ننكر وجودها في مجتمعاتنا لكنها ليست بهذا التوسع والتفشي وليست ظاهرة مجتمعية حتى تُجسد لفظًا وسلوكاً بلا استحياء، لكنها نتيجة الانفتاح على الثقافات المتعددة بمفرداتها بلا قيود، والتي تبيح ممارسة مثل تلك السلوكيات التي ذكرتها. وتأثر القلة بها، إلا أنها ليست كظاهرة وبهذا الحجم، وبتلك الشهرة العلنية كما صورها المسلسل وتجاوز الخطوط الحمراء عبر القنوات العالمية الفضائية، التي يجب أن تحمل رسالة اخلاقية بعدم المساس بالثوابت وضرورة ابراز الوجه الآخر للمجتمع الخليجي بثوابته وقيمه للقدوة والاعتبار تلك هي الرسالة الإعلامية السامية الهادفة للبناء.