11 نوفمبر 2025
تسجيلأجرت الصحفية غنوة العلواني حوارا مع الدكتورة خلود محمد العبيدلي، الرئيس التنفيذي للتدريب والتطوير في مركز سدرة للطب والبحوث، ونشر ذلك الحوار في صحيفة الشرق بتاريخ 13/ 3، ص 22. وكان حوارا مفيدا وبناءً.(2)كنت تناولت مأساة خريجي جامعة كالجري calgary للتمريض، سواء من القطريين أو أبناء المقيمين، وذكرت أن السدرة أعطت إغراءات لكي يلتحق أكبر عدد من الطلاب القطريين والقطريات بجامعة التمريض الكندية آنفة الذكر، ومنحت الطلاب مرتبات عالية طوال مدة دراستهم، أي مدة أربع سنوات، لكي يحصلوا على شهاد البكالوريوس في التمريض، وسيلتحقون بالسدرة كما وعدوا بمرتبات عالية. تخرج العديد من الطلاب والطالبات في السنوات الماضية، وسارت الأمور كما وعدوا.. هذا العام فوجئ الطلاب والجامعة أيضا بأن على خريجيها أن يقدموا امتحانا للحصول على رخصة مزاولة مهنة التمريض، وهذا الامتحان يجري في مؤسسة تجارية برسوم بلغت 200 دولار لكل امتحان، وللطالب الحق في محاولة إعادة الامتحان ثلاث مرات إذا لم يحالفه الحظ في المرتين الأولى والثانية.. إذا رسب في الثالثة والرابعة فإنه يبقى ستة أشهر, وتزيد من دون عمل إلا إذا قبل أن "يكون - تكون" مساعدة ممرض وبمرتب يقدر بـ 5000 ريال شهريا، في الوقت الذي كان يتقاضى وهو طالب 16000 ريال.الخطورة في الأمر أن هذا الخريج إذا لم يحالفه الحظ في المرة الثالثة والرابعة، وبقي في المنزل فإنه سوف ينسى كل ما تعلمه في الجامعة، وهنا تحل الخسارة، وبعد ذلك سيحرم من ممارسة المهنة تحت أي مسمى مرة وإلى الأبد. (3)ذكرت في مقالتي آنفة الذكر أن خريج كلية الطب من أي جامعة من جامعات الدنيا عليه أن يقضي سنة تسمى، سنة امتياز «intern» يمارس عمله كطبيب تحت إشراف أطباء أقدم منه وأعلى منه درجة لمدة عام، ومن بعدها يتقدم لامتحان كما أعلم، فإذا اجتاز ذلك الامتحان ترقى إلى درجة طبيب ممارس، ويبقى تحت إشراف من هو أعلى منه درجة في المهنة حتى يتمكن من معرفته الطبية وبعدها يتدرج في سلم الترقيات.السؤال الذي يستوجب الرد عليه من جهات محددة، أعتقد أنها مؤسسة حمد الطبية، الإدارة التعليمية، ووزارة الصحة التي فرضت فكرة شهادة ترخيص بمزاولة المهنة، ومؤسسة السدرة التي ابتعثت طلابا - طالبات مواطنين ومقيمين للدراسة للحصول على بكالوريوس تمريض.. لماذا لا يعد لهؤلاء الخريجين دورات تدريبية وورش عمل مكثفة وهم يؤدون أعمالهم في المؤسسات الطبية أسوة بالأطباء تحت التدريب (أطباء امتياز).تقول الدكتورة خلود العبيدلي، الرئيس التنفيذي للتدريب والتطوير في مركز السدرة للطب والبحوث "إن التطوير المهني للقطريين من أولويات المركز"، فلماذا تترك مجموعة من القطريين الخريجين في علم التمريض من جامعة معترف بها من قبل الدولة يكونون ضحايا لمؤسسات خاصة لإجراء امتحانات مقابل 200 دولار لكل محاولة امتحان بعد التخرج مباشرة، دون تدريب وتطوير في مهاراتهم التمريضية. لماذا لا يعينون بمرتب طالب 16000 على الأقل بمسمى (ممرض امتياز)، أي تحت التدريب في مؤسسات طبية لمدة سنة دراسية؟والحق أنني أعرف أسرا قطرية دفعوا بأبنائهم/ بناتهم إلى هذه الجامعة تحت تأثير مغريات السدرة لكي يجدوا دخلا يعين أسرهم على شظف الحياة وهم طلاب، ووعدوا بمرتبات عالية بعد التخرج إن هم عملوا مع السدرة، لكنهم صدموا بإجراء امتحانات (الحصول على رخصة مزاولة مهنة التمريض دون تدريب)، وإذا لم يوفق أبناؤهم في تلك الامتحانات فإنهم يصبحون في حكم الضياع. أتمنى من قلبي أن يعامل خريجو هذه الجامعة معاملة السائق الهندي (الدريول) الذي يحمل رخصة قيادة سيارة خفيفة أو ثقيلة قطرية، فإنه يجوز له العمل دون أن يتقدم لامتحان قيادة السيارة حتى ولو غاب عن البلاد فترة من الزمن. إن هؤلاء الخريجين أصبحوا يعاملون معاملة الهندي المستقدم من الخارج حتى ولو كان معه رخصة قيادة من دولة خليجية، لا بد أن يتقدم لاختبار في سياقة السيارة، وإذا لم ينجح فرض عليه دخول مدرسة سواقة.جريدة الشرق في 20 / 3 الحالي، نشرت في ص 14 خبرا مفاده "حمد الطبية تحتفل بيوم الممرضات الخليجي"، وذكرت الدكتورة نبيلة المير نائب رئيس العناية المستمرة بمؤسسة حمد الطبية، ومسؤول شؤون التمريض بوزارة الصحة العامة أن المؤسسات العليا في الدولة تشجع القطريات على الالتحاق بمهنة التمريض، وذكرت الدكتورة بدرية اللنجاوي المدير التنفيذي لإدارة التمريض بمؤسسة حمد الطبية أن الممرضات في المؤسسة يتميزن بالحصول على أعلى مستويات التدريب، وسؤالي هنا: لماذا لا يتم تدريب خريجات جامعة كالجري بعد التخرج وهن يمارسن العمل كممرضات. المفروض أن امتحان رخصة مزاولة المهنة تطلب من الآتين من خارج مؤسسات التعليم القطرية الآتين من خارج البلاد، ويدعون بأنهم مؤهلون لهذه المهنة ولديهم ما يثبت ذلك. الدكتورة ديبورا وايت العميد والرئيس التنفيذي لجامعة كالجري، أكدت أن الجامعة قد أبرمت العديد من الشراكات مع القطاعات الطبية في قطر بشأن تدريب وتوظيف خريجي جامعتها، وأشارت أن نسبة القطريات الملتحقات بالجامعه (كالجري) بلغت 13 % من عدد الطلاب، والرأي عندي بعد هذا العرض والصعوبات التي تواجه خريجي جامعة كالجري للتمريض سيكون الإقبال عليها من القطريات منخفضا إلى أدنى درجاته. آخر القول: على المؤسسات المعنية في هذا الشأن (وزارة الصحة، والإدارة التعليمية في مؤسسة حمد الطبية، والسدرة وجامعة كالجري)، العمل كي لا يصل اليأس إلى الكثير من خريجي جامعة كالجري للتمريض، وكي لا تكون سابقة لعزوف القطريين والقطريات عن الالتحاق بهذه الجامعة، ثم ينحدر مبدأ تقطير الوظائف في هذه المهنة الشريفة إلى أدنى درجاته إن لم ينعدم.. والله ولي التوفيق.