17 نوفمبر 2025
تسجيلالنقد للتشويه.. النقد للتشويش.. النقد لاثارة الفتن.. النقد للشهرة.. النقد لاستعراض العضلات ليقال انه محلل أو مثقف أو مفكر استراتيجي.. النقد للتطاول.. النقد لاظهار السلبيات والمشكلات.. النقد لايقاع الآخرين فى الحرج.. النقد للترفع على الآخرين.. النقد للتحذلق والتفيهق.. النقد للواقع للتيئيس والتحبيط.. النقد لنشر الغسيل.. النقد للايذاء.. النقد للخذلان.. النقد للتخوين.. النقد لتوجيه الاتهامات والافتراءات للآخرين كما يريد ويملى عليه الظالم.. النقد للتجريح.. النقد للتشفي.. النقد لتصيد الأخطاء والعيوب.. النقد للانتقاص والانتقام.. النقد للاطاحة بالآخرين للحصول على منصب أو منفعة أو ازاحة كل من يقف أمامه ويخالفه الرأى والقرار..وفى المقابل، هلا بالنقد ان كان يبنى ويدفع الى العمل الايجابي، ويطوّر، ويحفّز، ويُحسن، ويقوّم، ويبصّر، ويُصلح، ويُساعد على تلافى الأخطاء ويقضى على الفساد، ويقوى العلاقات، ويُجوّد الأعمال والأفكار والمسار. نقبل ويقبل الجميع هذا النقد ان كان كذلك، وإلاّ،فلا أحد يريد نقداً يُشل حركة الحياة خاصة العملية، ولا أحد يريد نقد الادعياء الدخلاء أهل الأهواء والتعصب وتصنيف الناس، ولا أحد يريد نقداً فقط للنقد، ولا أحد يريد النقد الذى يلبس فقط النظارة السوداء وينسى أن هناك جوانب بيضاء مشرقة فى أى عمل، ولا أحد يريد نقد السخرية والاستهزاء، ولا أحد يريد نقد الصراخ وتمزيق الصف والقاء التهم والأكاذيب ليقول لنا وللجميع " ما أُريكم الاّ ما أرى " عليكم أن تسمعوا نقدي.فالنقد البنّاء الايجابى الفاعل، يُعلمنا تجريد النفس من حظوظها، وتربية لها من آفات العجب والغرور والتكبر والتغطرس، وجعلها تتحمل وتقبل وتواجه أخطاءها وتتبصر بها ان كانت غافلة عنها، والنقد كذلك يُربينا على صفاء الروح وسعة الصدر، وحب الخير للغير، ويعودنا على الحلم والاناة ولين الجانب والتواضع وكظم الغيظ. ويُجمّلنا بقيمة الاعتدال والانصاف، " اعدلوا هو أقرب للتقوى ".يقول الامام ابن القيم رحمه الله " والنصيحة احسان الى من تنصحه بصورة الرحمة له، والشفقة عليه، والغيرة له وعليه، فهو احسان محض يصدر عن رحمة ورأفة، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه، والاحسان الى خلق " فلنجعل من النقد نصحاً ليتحقق المراد والمقصد منه." ومضة "قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه " رحم الله امرأً أهدى اليّ عيوبى " فتأمل هذه العبارة كيف تكون الهدية اذا قدمتها لأحد من الناس؟ هكذا يكون النقد البنّاء. فهلا بالنقد ان كان كذلك..