09 نوفمبر 2025
تسجيل1 — سقط عمداًً كل من رمى والديه بدار المسنين ولم يحن قلبه يوماً، تناسى انهما قد تحملا مالا طاقة لهما به، تعبا ليلاً نهاراً من اجله، وبعدما كبر جازاهما بالحرمان والعذاب، أهكذا جزاء الإحسان؟ نسي قوله تعالى (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً)، تعلمون ماذا تعني دار المسنين؟ تعني يا والدينا اننا لا نستطيع تحملكم، ولا نستطيع ان نلبي احتياجاتكم، فانتم قد تحملتم فوق الستة والسبعة من الابناء، واليوم ولا (واحدٍ) منهم يستطيع ان يتصبر عليكم، دار المسنين تعني للوالدين الانشطار الى نصفين حتى ولو جاد بهما الصبر والتحمل، خاصةً انهما في امس الحاجة الى ظل الابناء فايامهما معدودة، وساعاتهما قليلة، بل الثواني تكاد ان تُعد، ففعلاً (سقط عمداً) كل من حرم والديه الاهتمام والرعاية. 2 — سقط عمداً من جرح القلوب وزاد الهموم، علموا بنقاط ضعفنا فتسللوا لها، علموا ما الذي يحزننا فجرحونا وانتهزوها فرصة ليمارسوا طقوسهم، انخدعنا بهم، انخدعنا بصفاتهم ووجوههم التي زينتها اقنعة الزمان، واليوم بعدما رأينا وأدركنا نواياهم (عمداً) جعلناهم يسقطون من قاموس حياتنا، فلا حاجة لنا بهم، لا نريد أن يبقوا في حياتنا فوجودهم أصبح يؤلمنا، وسقوطهم (عمداً) لا يعني لنا من الراحة المزيد. 3 — سقط عمداً من افشى سرنا، فلن انكر ان اول من يفشي السر هو (صاحب السر)، فلو صمتنا ولم نتحدث باسرارنا لكان خيراً لنا، ولن ينفعنا اليوم الندم، فكم من مرةٍ وضع هذا وذاك انامله على كفوفنا، وبطيب قلوبنا شعرنا بانهم هم الصحبة الطيبة في هذا الزمان، ولكن بعد ان فات الأوان تأكدنا من أنهم قد مثلوا علينا، وبين الناس افشوا سرنا، فلن نشكو من احدٍ ولا نشكو لاحدٍ بعد اليوم، فمن (سقط) عمداً لن يرجع لمكانه مهما طالت الازمان او قصرت. 4 — سقط عمداً كل من انتظرناه ولم يأتِ، كل من اشتقنا اليه ولم يشعر بالحنين نحونا، كل من تكبر بمجرد ان وجد ان مكانه عالياً في قلوبنا، كل من لوجوده اهمية في حياتنا، وتفقدنا هواتفنا ألف مرة كي نجد منه رسالة تسأل عن احوالنا، ولكن الخيبة هي من رسمت نحونا طريقها، هذه الفئة فعلاً (اليوم) سقطت (عمداً) من حياتنا، لا حاجة لاًن نذل انفسنا لها، فمن خلقها خلق افضل منها. 5 — سقط عمداً من اكرم الحيوان اكثر من الانسان، ونسي ان الله قد وضع للانسان كرامته، ظنوا ان الانسان محتاج للخبز كي يعيش ونسوا ان يربطوا الخبز بكرامته، فلا فائدة للانسان الذي يأكل ويشرب وهو ذليل بين العباد، ومن رضي بالذل والهوان فلا يلومن الايام القادمة، لا تنس ايها الانسان ان الله فضلك على الكائنات كلها، فلا تتنازل عن كرامتك مهما وصلت بك الاحوال، واجعل من يذلك (يسقط عمداً) تحت دفاعك عن حقوقك وكرامتك. بصمة حب: الا يا صاحبي بدأت اخشى الايام والنكران، ضمني لصدرك واجعلني اطمئن بين جوانحك، واهمس لي بانك ستبقى معي دوماً، ولا تجعل قلبي يسقط (عمداً) من حساب حياتك يوماً.